من سلسة مقالات الشركات العائلية وإدارتها
تعد إدارة الصراع.تحدياً لأي بيئة عمل. ولكن عندما يتم التعامل معها بشكل صحيح تكون هنالك امكانية لتصبح بعض النزاعات مفيدة. فتدفع قادة الأعمال لرؤية الوضع بشكل مختلف أو الوصول إلى فهم أعمق للأشخاص والظروف التي تستنير بها قراراتهم. الا أن الامر ليس سهلا ، فليس الجميع لديهم القدرة على معرفة كيفية إدارة النزاع والاستفادة منه فيما بعد .
اسباب الصراعات
وتظهر الصراعات في العائلات التي تعمل معاً أو تشارك في مشاريع تعاونية، وذلك لأن الديناميكيات التي يمكن أن تؤدي إلى الصراع في الأسرة احياناً تتحد مع تحديات امتلاك وتشغيل الأعمال التجارية. وإدخال العلاقات العاطفية والتاريخية في الصراعات قد تعقد الوصول للحلول واقتناص الفرص.
اثر الخلافات القديمة
وبشكل أكثر دقة وتحديداً. يمكن وصف هذه النزاعات بأنها المواقف التي توجد فيها توترات مزمنة وقليل من الإجابات الواضحة المتاحة بسهولة بدون عواقب غير مرغوب فيها. ويكون لها تأثير على الأسرة أو العمل. ولهذا فإن تعلم التعرف على المشكلات الظاهرة، والمفارقات وامكانية التعايش معها يعد المفتاح لإدارة الصراعات في الشركة العائلية بنجاح.
ما هية الصراع
ولكن ما هو الصراع؟ هنالك تعريفات عديدة للصراع نستخلص منها بأن الصراع هو عملية تبدأ عندما يدرك الفرد أو المجموعة ان هنالك اختلافات ومعارضة بينهم وبين فرد أو مجموعة أخرى حول المصالح والموارد أو المعتقدات أو القيم أو الممارسات التي تهمهم. وعلى الرغم من أن هذا التعريف قد يعد دقيقاً. إلا أنه غير كافٍ لوصف الصراعات والتوترات الشائعة بين العائلات المشاركة في الأعمال والمؤسسات.
الادوار والعلاقات المتعددة في الأسرة
ففي الشركات العائلية تظهر تعقيدات في كل حالة من حالات الصراع، وتصبح أكثر تعقيداً بسبب الأدوار والعلاقات المتعددة لأفراد الأسرة. فقد يكون الرئيس التنفيذي لشركة عائلية ابن مؤسسها ، ويكون بنفس الوقت اباً للعديد من الأطفال وجد للعديد من الأحفاد. وقد يكون شقيقاً لنائب الرئيس في الشركة أو حتى رئيساً مشتركاً مع شقيقه. أو يكون عمً لأطفال أشقائه، ومن المحتمل أن يكون أيضاً رئيساً لهم إذا عملوا في شركة عائلية. وقد يكون هنالك أفرادا من الأسرة غير نشطين في العمل ولكنهم مالكين أو مساهمين. وعلينا ان لا نتجاهل ايضاً دور الأصهار والعلاقات التي تنشأ عبر الأسرة.
النزاعات داخل العائلة
ولهذا فعندما يعمل الناس معاً لا بد أن تكون هناك آراء وأفكار مختلفة حول كيفية إنجاز الأشياء. ومع أن الآراء المختلفة ليس شرطاً بانها تؤدي بالضرورة إلى صراع ، ولكن عندما تتحد الآراء المختلفة مع العاطفة أو التعنت أو النقد أو الاحتقار يظهور الصراع في حد ذاته .ومع ذلك ليس لمجرد أن العائلة تواجه نزاعاً يعني أنها لا تستطيع العمل بشكل جيد. فهنالك دائماً امكانية إدارة جميع النزاعات، على الرغم من أنه قد لا يتم حلها بسرعة أو بسهولة.
العلاقة بين الشركة والعائلة
ومن الواضح أن العائلات التي تعمل معاً يتتطلب منها أن تقيم علاقة بين الشركة والعائلة ككل. وينطبق هذا على الشركات العائلية على نطاق عالمي وعبر الثقافات سواء كان أفراد العائلة منخرطين في الشركة كملاك أو مديرين أو كليهما. ويعد هذا تمييزاً مهماً للشركات العائلية لأن عائلات الأعمال لا تتعامل فعلياً مع النزاعات بنفس الطريقة التي تتعامل بها المنظمات الأخرى. فإذا كنت تعمل في شركة عائلية فمن المحتمل أنك تدرك بالفعل أن نزاعاتك هي شيء من عمل التوازن ، وأن تعلم العمل من خلال النزاعات قد يكون أكثر أهمية من مجرد محاولة حلها أو التخلص منها.
العلاقات الأسرية
بالإضافة إلى ذلك ، قد لا تدرك العديد من العائلات أن المشكلات الكبيرة في العمل قد تؤثر على العلاقات الأسرية. وأنهم أصبحوا أقل ميلاً لقضاء الوقت مع بعضهم البعض كعائلة بعيدا عن المكتب. وقد تكون بعض العائلات في العمل أقرب في الواقع من العائلات التي لا تعمل معاً : وغالباً ما تقضي العائلات في العمل عطلة نهاية الاسبوع مع بعضهم البعض كأن يذهبوا في رحلات بحرية إلى الشاطئ أو تسلق الجبال، أو لممارسة رياضة التزلج ، أو الغوص في البحر ، أو الصيد ، أو مجرد الاسترخاء معاً كعائلة كبيرة وموسعة.
وفي الوقت الذي لم تعد تلك العطلات ممتعة لبعض أفراد العائلة تدرك العائلة بأن علاقاتهم قد بدأت تتلاشى. ولا تريد معظم العائلات التي تعمل معا أن يحدث ذلك لعائلتهم أو لأعمالهم.
اقرأ ايضاً الصراعات العائلية وتكرار التاريخ لنفسه (3)المعضلات الشائعة في الشركات العائلية (7)
الوقت المقدر للقراءة 5 دقائق