التسويق السياحيالتسويق السياحي

يعد التسويق السياحي عنصراً أساسيا في صناعة السياحة سواء أكانت أماكن إقامة ووجهات وموردين ومنظمات أخرى ذات صلة بالترفيه والسفر والمطاعم. وصناعة التسويق السياحي تتطور كلما زاد التقدم التكنولوجي وظهرت أشكال جديدة من الخبرة والاتصالات.

وفي الوقت الحالي يحتاج القطاع السياحي أكثر من أي وقت مضى إلى الأدوات التي يوفرها التسويق للتعامل مع التغيرات في نمط العادات التي أظهرها السياح لفترة طويلة. فالسياحة لم تعد نشاطا يستهدف قلة بل تمكنت من التنويع لتناسب الجميع مما جعلها قطاعا تنافسيا حساساً للغاية. وبهذا المعنى يبرز التسويق السياحي كأداة لبناء وتعزيز الوجهات السياحية لتحسين تجربة المسافر وربطه على جميع المستويات بالمكان الذي يزوره.

ما هو التسويق السياحي؟

التسويق السياحي هو مجال مخصص لتصميم خطط تسويقية لأعمال السياحة، ويشمل كلاً من السفر والإقامة، ويعتمد الانضباط على تقديم أفضل الصفقات للعميل المناسب من خلال استراتيجيات متكاملة، ومن خلال مجموعة من أدوات التسويق التي تم تطويرها لقطاع السياحة والخدمات مثل: الوجهات والفنادق وفن الطهو والترفيه وغيرها.

والتسويق السياحي يتكون من تصميم المنتجات السياحية لتتكيف مع شريحة السوق التي تراعي احتياجات وتوقعات السائح بحيث تكون الوجهة ونشاطها مربحين.

وفي هذه الأيام لم تعد تُباع الرحلات على أنها جولات بسيطة أو باقات شاملة كلياً حيث يرغب المستهلكون في تجربة أشياء جديدة وتجربة الأحاسيس. وهذا هو السبب في أن الشركة تنشد التسويق السياحي لتنويع عروضها وتلبية احتياجات كل عميل. وبالإضافة إلى ذلك بسبب COVID-19 تم تكيف المحتوى مع واقع جديد ليجظى بأمان وثقة المسافر.

هناك عدة أسباب تجعل من الشركة السياحة استخدتم استراتيجيات تسويقية لتطويرها، ولكن أهمها:

تحديد الجمهور المستهدف

يعد التسويق السياحي تغذية راجعة مستمرة تسمح للأدوات التي تستخدمها شركات السياحة بتحديد جمهورها المستهدف. ومن ثم تطوير المنتجات والخدمات التي تتماشى بشكل متزايد مع توقعاتهم. وبالمقابل تسمح استراتيجية التسويق الجيدة بتحديد التغييرات التي تحدث في نمط استهلاك السائح بسرعة. وبناءً عليها يتم تعديل المنتجات على الفور بسبب هذا التغيير. أي أن الاتصال والاتصال المباشر بين العملاء ومنظمي الرحلات السياحية مهم للحصول على معلومات فورية حول مزايا المكان وثقافته وأنشطته المتنوعة.

جذب عملاء جدد وبناء الولاء

بمجرد تحديد الجمهور المستهدف من الضروري جذب سياح جدد إلى الشركة السياحية. والأهم من ذلك بناء الولاء. ونظرا لأن هذه النقطة الأخيرة هي الأكثر أهمية لهذا يجب على الشركة استثمار الوقت في بناء حملات تسويقية تحتفظ بالعملاء القدامى مع جذب عملاء جدد محتملين.

فهم خط سير الرحلة السياحية

تختلف العملية التي يقرر السائح من خلالها الحصول على خدمة سياحية اختلافا كبيرا عن عملية المستهلكين الآخرين. والسبب لأنها ليست كائنا مادياً. ولكنها تجربة. ومن خلال التسويق السياحي اصبح من الممكن فهم هذه العملية بعمق لتطوير الاستراتيجيات في كل خطوة من خطوات صنع القرار بشأن السفر. وفيما يلي بعض منها:

ضبط التكتيكات الأكثر فعالية

 تولد الحملات التسويقية في السياحة بيانات ليتم تحليلها وتفسيرها الصحيحين لها. وذلك باختيار واستخدام استراتيجيات وأدوات التسويق الفعالة للأعمال التجارية فقط. وبهذه الطريقة يمكن الحصول على ثقة أكبر في الاتصال الذي تجريه الشركة السياحية مع السائح وفي الاستخدام الفعال للموارد.

المنافسة

يجب أن يكون المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة فريدة من نوعها وتنافسية لتحقيق السمعة والإعلان عن الأعمال التجارية. لهذا يتم استخدام أدوات واستراتيجيات التسويق السياحي لتسهيل التواصل مع السواح سواء الجدد أو المتكررين، وبناء الولاء.

التسويق السياحي والمسافر 

تختلف رحلة السائح تماما عن رحلة أي مستهلك آخر، ويرجع ذلك أساسا إلى أنه في حالته لا يتعلق فقط بالحصول على السلع المادية ولكن أيضا بالاستمتاع بالوجهات أو الإقامة أو لحظات الترفيه والاستمتاع. وباختصار يتعلق الأمر بمشاركة التجارب الفريدة، والاستمتاع بها لكل شخص. لهذا السبب تقدم التسويق السياحي في السنوات الأخيرة لتغطية المراحل التالية من العملية:

قبل الرحلة

خلال هذه الفترة يحلم السائح بالرحلة ويخططها ويقوم بالترتيب الحجوزات. وفي الوقت الحالي يتم تنفيذ هذه العمليات الثلاث في الغالب في عالم الإنترنت حيث يقوم المسافر بالتحقيق في كل ما يحتاجه حول الوجهة (الرحلات الجوية والإقامة وعرض الأنشطة) عن بعد. وبفضل هذه الظاهرة يمكن لشركات السياحة التي تتبع استراتيجيات التسويق استخدام المنصات عبر الإنترنت للإعلان عن خدماتها ونشرها.

خلال الرحلة

خلال الرحلة يستهلك السائح ويولد المعلومات، وذلك أساسا من خلال استخدام الهواتف الذكية. ومع تقدم الرحلة يتشاور المستخدم مع المعلومات المتعلقة بشكل رئيسي بالأنشطة الترفيهية المنفذة مثل جداول مناطق الجذب السياحي، وموقع الأسواق، ومعلومات عن الأسعار، والنقل، وغيرها.  وفي الوقت نفسه يقوم بإنشاء محتوى في الوقت الفعلي  من حلال التقاط الصور ومقاطع الفيديو ومحتوى  الوسائط المتعددة ، ويشاركها  من خلال المنصات الرقمية مثل المدونات والشبكات الاجتماعية.

بعد الرحلة

عندما تنتهي الرحلة ينفذ السائح ثلاث عمليات أساسية لشركات السياحة: فهو يشارك تجربته في الرحلة (الانطباعات والمشاعر والعواطف الأخرى)، وبالإضافة إلى ذلك يقدر الخدمة ويوصي بها من خلال المنصات عبر الإنترنت.

كما نرى ترتبط كل مرحلة من هذه المراحل ارتباطا وثيقا بالاستراتيجيات التي يقدمها التسويق السياحي فجميعها  جزء من تدفق مستمر من ردود الفعل التي تبني فيها  شركة  السياحة والسائح بعضهما البعض.

 استراتيجيات التسويق في السياحة

لقد قطعت أتمتة العمليات وتحليلات البيانات ونظام إدارة المحتوى والذكاء الاصطناعي شوطا طويلا في صياغة العمليات التنبؤية. وتطوير استراتيجيات التسويق الرقمي  المخصصة. ويركز الاتجاه على التعرف على المسافر على أكمل وجه لتطوير مقترحات  شخصية  ومصممة خصيصا.  

ويتمتع المحتوى السمعي البصري بقدرة كبيرة على توصيل الرسائل في وقت قصير ويفضل التواصل مع الجماهير دون إغفال أي تفاصيل. ويتيح هذا النوع من المحتوى الإعلان عن المنتجات بطريقة أكثر ديناميكية وجاذبية، والتواصل مع أحاسيس العميل وتوليد المشاركة المطلوبة بشدة.

وكونها الوسيلة الأكثر استخداماً من قبل المسافرين. فالشبكات الاجتماعية للأعمال التجارية تعد إحدى الأدوات المتاحة التي تبني جسراً من التواصل مع المستخدمين. ومن خلال تكييف الحملات الإعلانية مع قنوات مختلفة يتم توفر رؤية لجذب شرائح جديدة من السواح.

والواقع الافتراضي كمحتوى سمعي بصري يمثل استراتيجية ممتازة لجذب السواح. وبهذا تعد منصات الواقع الافتراضي أداة يمكن للسائحين الدخول إلى وجهة قبل اختيارها من منازلهم المريحة ودون الكثير من الإرشادا. وهذه التكنولوجيا تم استخدامها من قبل العديد من الشركات السياحية أثناء الوباء الاخير.

وفي الوقت الحالي اكتسب المؤثرون في مجال السفر ثقلاً في هذا القطاع بسبب عروضهم المختلفة والمحتوى الجديد والمبتكر. وهم قادرون على إنشاء مجتمع ومشاركة الحكايات مع أتباعهم حول الوجهات والمعلومات غير الموجودة في أدلة السفر.

وأخيراً،

يتجاوز الامر لما يعنيه التسويق السياحي حدود هذه المقالة على الرغم من أنها نقطة انطلاق جيدة للغاية. فمن خلال الأدوات المتعددة التي يوفرها التسويق السياحي أصبح من الممكن تطوير وجهات وخدمات سياحية جديدة. 

وبالإضافة إلى ذلك من الممكن مرافقة السائح في كل مرحلة من مراحل خط سير رحلته وتحسين تجربته. وبهذه الطريقة تشارك الصناعة والسائح في دورة أبدية من التغذية المتبادلة حيث يعمل التسويق السياحي كأداة مثالية لإدارة الاتصالات.

أقرأ ايضا التسعير الاستراتيجي (الجزء 2 من سلسلة إيرادات صناعة الضيافة وإدارتها)

الوقت المقدر للقراءة 8 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights