ادارة المنشأت الرياضيةادارة المنشأت الرياضية

الرياضة تحمي صحة الفرد والمجتمع وتعد جزءا أساسياً من حياة الإنسان ورفاهيته. في يومنا هذا أصبحت الرياضة صناعة خدمات مهمة تشكل جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمي. وترتبط بروابط قوية مع القطاعات الاقتصادية الأخرى. حيث تم تحويل منتجاتها إلى سلع وخدمات متنوعة مثل الأحداث الرياضية،والترفيه،واللياقة البدنية،وأنشطة وقت الفراغ لجذب انتباه جمهور صناعة الرياضة.

تزداد أهمية الرياضة وتنوعها نظراً لزيادة عدد الأحداث الرياضية وازدياد مشاهدة الألعاب الرياضية على التلفاز، وفي الملاعب. كما تزداد قراءة الأخبار الرياضية في الصحف والمجلات، وتستخدم المناطق الرياضية للترويج للمنتجات من خارج صناعة الرياضة.

إن الرياضة اليوم لم تعد مجرد نشاط ترفيهي. بل أصبحت صناعة مزدهرة فهي تساهم في النمو الاقتصادي وتعزز التواصل والترابط بين الشركات والمستهلكين. وايضا تساهم الرياضة في تعزيز الصحة البدنية والعقلية للأفراد وتعزز التعاون والروح الرياضية بين الأفراد والمجتمعات. وبهذه الطريقة تظل الرياضة أحد العوامل المحفزة للتطور الاقتصادي والاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وتمثل الرياضة بأنها أحد أهم النشاطات التي تساهم في تحسين جودة حياة الإنسان والمجتمع على الصعيدين الصحي والاقتصادي.

أدوت الاتصال الجماهيري

بفضل أدوات الاتصال الجماهيري. أصبحت الرياضة أداة قوية للإعلان والدعاية. تحوّلت الرياضة إلى حدث ترفيهي يجذب اهتمام جماهير كبيرة. مما جعلها نشاطاً اقتصادياً مربحاً لرجال الأعمال وأداة تسويقية مفيدة. وبالتالي حققت الرياضة وضعاً صناعياً وحجماً تجارياً كبيراً في صناعة وتسويق المنتجات الرياضية، والهدايا التذكارية، والأغذية والمشروبات، وغيرها. ونتيجة لهذا التطور زاد الطلب على المهنيين العاملين في مجال الخدمات الرياضية.

وفي هذا السياق، يمكن تقسيم صناعة الرياضة إلى مجموعتين فرعيتين مهمتين:

المنتجات الرياضية والخدمات الرياضية

اولاً: الأحداث والمسابقات الرياضية: تشمل تنظيم الأحداث الرياضية مثل البطولات، والمسابقات، والمباريات، والفعاليات الرياضية المختلفة.

ثانياً: الصناعات المرتبطة بالرياضة: تشمل تصنيع وتسويق المنتجات الرياضية. والهدايا التذكارية المرتبطة بالفرق الرياضية. والملابس والأحذية الرياضية، ومنتجات التغذية والمشروبات المعززة للأداء البدني.

يقصد بالمنتجات الرياضية المرافق الرياضية والمعدات الرياضية، ومعدات اللياقة البدنية والأحذية والملابس الرياضية والعديد من أنواع المنتجات الرياضية الأخرى. وقد أصبح قطاع المنتجات سريع النمو ومكونا هاما في الاقتصادات المحلية والإقليمية والوطنية.

ويقصد بالخدمات الرياضية أنشطة وقت الفراغ مثل: مشاهدة الألعاب الرياضية والمشاركة فيها. بالإضافة إلى الخدمات التي يقدمها مقدمو خدمات الصحة واللياقة البدنية والفئات الأخرى المدرة للدخل مثل حقوق البث واتفاقيات الرعاية ورسوم الدخول.وفي الوقت نفسه لعبت التطورات التكنولوجية دورا مهما في المنتجات الرياضية التي وفرت أحدث التقنيات للرياضيين لتسجيل أرقام قياسية جديدة. وغالبا ما يتم تسليط الضوء على هذه الإنجازات من خلال وسائل الإعلام وأدوات الاتصال الأخرى.

انظر ايضا ﺩﻭﺭ ﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﻁﻠﺒﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻴﺭﻤﻭﻙ

 لقد أصبح التلفزيون منصة قوية لتعزيز الفرق الرياضية مالياً وزيادة قيمة علامتها التجارية وعدد الداعمين لها، ويرجع ذلك إلى التطور التكنولوجي الذي جعل القنوات التلفزيونية تلعب دوراً مهماً في تعزيز رواج الرياضة، وبالإضافة إلى الرياضات الأكثر شهرة مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، أصبح الإنترنت وتعدد القنوات التلفزيونية يزيد الاهتمام بالرياضات الأقل شهرة التي يقوم عدد قليل جداً من الناس بممارستها، وهذا الازدياد في الاهتمام أدى إلى زيادة عدد الجماهير والممارسين الجدد لتلك الرياضات.

ونتيجة لنقل الرياضة من النطاق الإقليمي إلى النطاق العالمي.فقد فُتحت الأبواب أمام اللاعبين الموهوبين لتوسيع شهرتهم والتعرف عليهم عالمياً. فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد أتاحت فرصاً للنجوم الصاعدة للتواصل مع الجماهير وكسب شهرة عريضة واسعة الانتشار.مما يعنى زيادة في عدد المتابعين والداعمين لتلك الرياضات والفرق الممارسة لها.وبالتالي تحقق الفرق الرياضية المرتبطة بتلك الرياضات أرباحاً مالية متزايدة، سواء من التذاكر والمشتريات المرتبطة بالفعاليات الرياضية،أو من العقود التجارية والرعاية التي توقعها مع الشركات والجهات الإعلانية. وبهذا الشكل، تستمر الرياضة في أن تظل مجالاً مهماً يتحقق من خلاله توازن مثمر بين الجوانب الرياضية والاقتصادية في مجتمعنا المعاصر.

الامتثال

نتيجة للتوسع في نطاق صناعة الرياضة ونمو الأعمال التجارية.زادت تعقيدات إدارة المنشآت الرياضية في بيئاتها الداخلية والخارجية،ولهذا تحتاج الإدارة إلى الامتثال لقواعد وأنظمة مختلفة للبلدان ذات الاقتصادات والقوى العاملة والثقافات المتنوعة،فضلاً عن المنظمات الدولية المشرفة على هذه الصناعة.

وحيث أن التدويل اصبح جزء من تاريخ الرياضة. فقد أُقيمت الألعاب الأولمبية منذ قرون في اليونان، وحاليا يتم الإشراف على رياضة كرة القدم دولياً بواسطة اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا والاتحادات الإقليمية مثل الاتحاد الأسيوي لكرة القدم والاتحادات القارية الأخرى.وبالتالي، يتطلب تحقيق الامتثال أداءً عالي المستوى واحترافياً من الإدارة لضمان تطبيق القوانين والمعايير بشكل دقيق وفعال. وتُعتبر الامتثال الشرط الأساسي لبناء سمعة جيدة للمنشأةالرياضية. وجذب الجماهير والشركاء والرعاة المحتملين.وبهذا، يجب على المنشآت الرياضية التعامل مع تعدد القوانين واللوائح والتحديات الثقافية بحذر.والسعي لتحقيق أعلى مستويات الامتثال لتعزيز مكانتها في السوق والحفاظ على استدامة أعمالها في هذا العالم الرياضي المتنوع والمتغير.

الوظائف الإدارية

إدارة المنشآت الرياضية تتضمن الوظائف الأربعة الأساسية للإدارة: التخطيط والتنظيم والقيادة والتحكم. وبدون قيادة فعالة،ستفشل المنشآت في تحقيق هدفها.وتتنوع وظائف الإدارة في المنشآت الرياضية بين إدارة المراكز الرياضية الداخلية والخارجية،والاهتمام بالملاعب بأكملها، وإدارة النوادي الصحية ومراكز اللياقة البدنية. ويواجه مديرو المرافق تحديات يومية مع استمرار نمو هذه الصناعة. حيث يقومون بتنسيق الألعاب وتوفير الطعام لأنصار الفريق وتنظيم مبيعات التذاكر وتوظيف موظفي العلاقات العامة وإعداد جداول البطولات وتنظيمها والمشاركة في ترتيبات النقل وإدارة أمن المباريات والمهام الأخرى.

وتلعب منشأة النادي دوراً حيوياً في مساعدة النادي على تحقيق مهمته وأهدافه. فإذا كانت مهمة النادي هي تدريب الرياضيين المتميزين بالإضافة إلى توفير فرص رياضية للمشاركين من جميع مستويات القدرة. فسوف يحتاج إلى منشأة واسعة بما يكفي لاستيعاب هذه الأغراض وتلبية احتياجات الأعضاء والزوار بشكل فعال وجذب المزيد من المشاركين والداعمين للنادي. ويتطلب ذلك تخطيطاً دقيقاً وتنظيماً فعالًا للمنشأة وتوفير البنية التحتية المناسبة لضمان راحة وسلامة الأعضاء وتحقيق تجربة رياضية مميزة.

المسؤولية

عندما يتولى النادي ملكية منشأة. يتحمل مجموعة جديدة كاملة من المسؤوليات خارج نطاق الرياضة نفسها. تتضمن هذه المسؤوليات إدارة المنشأة والصيانة وإدارة المخاطر والنفقات التشغيلية وصيانة المرافق المؤجلة. في معظم الحالات، تتطلب إدارة المنشأة وظيفة موظف متفرغ أو وظيفة تكون فيها إدارة المرافق هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

بالاضافة لذلك  يتحمل النادي مسؤولية تشغيل المنشأة بشكل مثلى وضمان الصيانة الدورية للحفاظ على سلامة وجاهزية المنشأة. ويتطلب ذلك تحديد الموارد المالية والبشرية اللازمة لإدارة وصيانة المنشأة بكفاءة. كما يتحمل النادي مسؤولية إدارة المخاطر وتحديد الإجراءات الوقائية للتعامل مع المخاطر المحتملة وضمان سلامة الجمهور والمشاركين في الفعاليات الرياضية والأنشطة المختلفة التي تقام في المنشأة

وهذا ما سنفصله في الجزء الثاني من هذه السلسة  في  مقالات متعلقة بإدارة المنشآت الرياضية وتسويقها وايراداتها وتحديات الادارة والمستثمرين وغيرها. فتابعونا فهنالك الكثير والكثير مما يقال في هذه الصناعة .

اقرأ ايضاً منظور المشتري للسعر.. من سلسلة ايرادات صناعة الضيافة وإدارتها (4)

الوقت المقدر للقراءة 8 دقائق

e-onepress.com

About Author

3 thoughts on “المفهوم والنطاق – إدارة المنشآت الرياضية – الجزء الاول”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights