حقوقخقوق

أصبحت وسائل الإعلام الرياضية جزءً أساسياً في حياتنا، واحدةً من الوسائل الرئيسية التي يبنى بها الأفراد والدول هوياتهم الفردية والجماعية. إضافةً إلى ذلك فهمهم لمكانتهم في العالم. من الواضح أن العلاقة بين الرياضة ووسائل الإعلام لا تقتصر على الأهداف العامة للخدمة العامة. بل هي علاقة تدار بشكل أساسي بالدوافع التجارية.

في الوقت الحاضر، أصبحت التغطية الإعلامية للرياضة وسيلةً مركزيةً تحقق من خلالها المنظمات الرياضية إيرادات هائلة. حيث تُعَدُّ الرياضة واحدةً من أكثر الممتلكات قيمةً للمؤسسات الإعلامية، ويتمثل الدافع وراء هذه العلاقة في القوى التجارية التي تساهم في تحقيق الأرباح والنمو الاقتصادي لهذه المؤسسات.

بفضل التغطية الإعلامية الشاملة للأحداث الرياضية والبطولات تستطيع المنظمات الرياضية جذب الجماهير وزيادة شهرتها وجاذبيتها. مما يؤدي بدوره إلى زيادة إيراداتها من عوائد التذاكر والرعاية والإعلانات. وبالمقابل، تتيح الرياضة للمؤسسات الإعلامية فرصاً للترويج لمحتواها والحصول على مشاهدة واسعة النطاق مما يساهم في تعزيز مكانتها ونفوذها في السوق.

وعلى الرغم من أن هذه العلاقة تعتبر مدفوعة بالقوى التجارية، إلا انها وسيلةً هامة لتحقيق التواصل والتفاعل بين الرياضيين والجماهير، وتُمكِّن الرياضة من أن توصل رسائلها وقيمها إلى جماهيرها الواسعة عبر وسائل الإعلام المختلفة.

 اولاً: فهم الابعاد الاربع الرئيسية للرياضة :
البعد المادي:

هذا البُعد يرتبط بالجانب الجسدي والبدني للرياضة. فالرياضىة تتطلب نشاطاً جسدياً مكثفا، وحركات محددة تعتمد على قدرات اللاعبين والرياضيين. فتُساهم الجوانب البدنية في تحقيق فوائد صحية عديدة للأفراد، وتساعدهم على بناء لياقة بدنية أفضل، وتعزز قوة الجسم وتنمي مهارات حركية متنوعة.

البعد التنافسي:

المنافسة أحد العناصر الأساسية في الرياضة فهي تقدم بيئة مناسبة للتحدي والتنافس بين الأفراد أو الفِرَق، وتحفز المنافسة أيضاً الرياضيين للسعي وراء تحقيق أفضل أداء ممكن، وتحطيم الأرقام القياسية مما يُساهِم في رفع مستوى الأداء الرياضي بشكل عام.

البعد المنظم والقواعدي:

تحتاج الرياضة لتنظيماً دقيقاً والالتزام بقواعد وتعليمات محددة، ويعود السبب في ذلك لضمان سلامة المشاركين، والحفاظ على مستوى عالٍ من النزاهة والعدالة في المنافسة. وهذه القواعد يتم تطبيقها في جميع أنواع الرياضات وهي اساسية للحفاظ على الروح الرياضية، وتحقيق التنظيم الجيد للفعاليات الرياضية.

مثال عن الابعاد الثلاث الاولى:

يُمكنا استعراض لعبة كرة القدم كمثال عن البعد المادي والتنافس والتنظيمي. حيث تتجلى الأبعاد الثلاثة للرياضة بوضوح في هذه اللعبة.

فالعبة كرة القدم تعتمد على الجانب البدني القوي. وعلى المهارات الحركية الرفيعة للاعبين أيضاً. وكذلك تحفز الاندية واللاعبين على التنافس والسعي لتحقيق الانتصارات. بالإضافة إلى أنها تتطلب التزاماً صارماً بالقواعد واللوائح لضمان سير المباريات بشكل عادل ومنظم.

البعد التجاري

يمكن تقسيم البعد التجاري للعلاقة بين الرياضة والإعلام إلى خمسة مكونات مترابطة على النحو التالي:

1- شراء حقوق البث:

تتمثل هذه المكونة في أن المؤسسات الإعلامية تدفع مقابل الحصول على حقوق بث حدث أو موسم رياضي أو سلسلة من الألعاب. تشمل هذه الحقوق البث على التلفزيون المجاني والمدفوع والراديو والإنترنت.

2- تحقيق عائد على الاستثمار:

تسعى المؤسسات الإعلامية التي تشتري حقوق البث إلى تحقيق عائد مالي على الاستثمار. حيث يتم تجميع الإيرادات من عوائد الإعلانات والاشتراكات أو بواسطة طرق تسويقية أخرى.

3- جذب إيرادات الإعلانات:

تسعى المؤسسات الإعلامية التي لا تملك حقوق البث الحصرية إلى جذب إيرادات من عوائد الإعلانات. وذلك عبر طريق تغطية الأحداث الرياضية بشكل غير حصري. مما يُحفِّز المستهلكين للانخراط في المحتوى الرياضي المقدم.

4- جذب إيرادات الرعاية:

تعمل المنظمات الرياضية على جذب إيرادات الرعاية من خلال زيادة شعبية الرياضة والتغطية الإعلامية التي تحققها. هذه الشعبية يمكن أن تترجم إلى عروض رعاية من شركات وجهات مهتمة.

5- توفير محتوى رياضي للمستهلكين:

تسعى المنظمات الرياضية إلى توفير محتوى رياضي مباشراً للمستهلكين. وقد يكون ذلك عبر مواقع الويب. أو تطبيقات الهواتف المحمولة. يمكن للمنظمات أن تُحقِّق إيرادات من هذا المحتوى عن طريق الرعاية أو عرض الإعلانات للمستخدمين.

ثانياً: الملكية الفكرية وحقوق الصور

تلعب حماية الملكية الفكرية وحقوق الصور دوراً أساسياً لجميع الأطراف المشاركة في الصناعة من أجل التنظيم والاستغلال المناسبين.

الحق في الصورة أو ما يسمى بحقوق الشخصية ينقسم إلى جانبين:

الأول، في القدرة على التقاط الصورة أو طباعتها أو نشرها أو توزيعها لأغراض شخصية ، أو الحصول على منافع شخصية ، مثل ممثلين ورياضيين الخ …

الثاني، يتكون من سلطة منع الحصول، والاستنساخ ، والنشر ، والتوزيع من قبل طرف ثالث بدون إذن.

وفي الوقت الحاضر تشكل حقوق الصورة للرياضيين المحترفين أحد المصادر الرئيسية للدخل بالنسبة للرياضي، أو للأندية أو للكيانات المنظمة للمسابقات. ويتم قبول حقوق الإعلان كميزة منتج مهمة للبيع من قبل الأندية.

حقوق الإعلان

قد أدى التنوع المتزايد لأدوات وسائط الإعلام واتساع نطاقها إلى زيادة جاذبية هذه الحقوق. حيث تأمل الشركة التي تشتري حقوق الإعلان في زيادة الوعي بمنتجاتها الخاصة، وتهدف إلى نقل صورة النادي إلى نفسها ومنتجاتها.

ولهذا يسمح شراء حقوق الإعلان للشركات بالوصول إلى المستهلكين المحتملين عبر رسالة إعلانية تتم صاغتها من قبل الشركة، ويتم عرضها على اللوحات، والملابس المحبوكة، وما إلى ذلك في المناطق العامة والتي تظهر اللاعبين والفرق كمجموعات مرجعية في الإعلانات أو على التلفزيون.

حقوق وسائل الإعلام

يقع بث الأحداث الرياضية في نطاق حقوق وسائل الإعلام، والجانب الرياضي الأكثر أهمية لوسائل الإعلام حيث الأحداث تتم مشاهدتها والاستماع إليها من قبل مجموعات كبيرة من الناس مما جعل التلفزيون مختلفا عن وسائل الإعلام الأخرى لقدرته القوية على دعم بيع المنتجات التجارية، وجمع الرعاة ، وزيادة حصة جمهور النادي. 

كما أن الإيرادات المتأتية من حقوق البث التلفزيوني أعلى من إيرادات وسائل الإعلام الأخرى كالوسائط المطبوعة والراديو والإنترنت والأجهزة المحمولة.

رعايه

غالبا ما خدم التسويق من خلال الرياضة المصالح الشخصية لكبار المدراء التنفيذيين أو خدم كوسيلة للمساهمات الخيرية. ولكن لاحقاً أصبح التسويق من خلال الرياضة تنطوي على البحوث الجادة، والاستثمار الكبير، والتخطيط الاستراتيجي.

ومع تغير الثروات الاقتصادية للشركات احتاجت الشركات إلى تحديد أولويات إنفاقها وتبرير النفقات، وكان عليها إيجاد عائد على الاستثمار وتخصيص اموال الرعاية الخاصة بها بحكمة. وغالبا ما تتفاوض الشركة على اتفاقية رعاية أو ترخيص تحدد تلك الشركة كراع حصري.

تعتبر الرعاية استثمارا من حيث أن الفرد أو المجموعة تدعم فريق كرة قدم أو ناديا أو مسابقة ماليا بما في ذلك المساعدات العينية. ويتوقع الرعاة أن أهم فائدة من الرعاية هي تحقيق الأهداف التجارية التي يحددونها بأنفسهم.  ولتحقيق هذه الأهداف يتم استخدام العديد من أدوات التسويق مع الرعاية مثل: الإعلان والمبيعات والترويج وعرض المنتجات. 

ثالثاً: اهداف الاتصال والرعاية

لا ينبغي التخطيط للرعاية بشكل مستقل عن أهداف الاتصال الخاصة بالمنظمة، حيث يجب التركيز على هوية الشركة. ولهذا يجب أن تتماشى أنشطة الاتصال المختلفة للمنظمة تجاه الفئات المستهدفة الداخلية والخارجية مع أنشطة الاتصالات المؤسسية الاستراتيجية القائمة على أهداف الشركة واستراتيجياتها التسويقة.

وتعد الرياضة مجالا مهما لانها توفر القدرة على التواصل مع مختلف المجموعات المستهدفة. ويتم فهمها على أنها نوع من اللغة المشتركة في معظم أنحاء العالم. ويتم إبرام اتفاقيات الرعاية لأسباب مختلفة مثل: تعزيز حقوق ملكية العلامة التجارية كالارتباط بروح العلامة التجارية ومثلها العليا وزيادة السمعة وحسن النية تجاه الراعي أو تحقيق أهداف العمل مثل: الوعي بالعلامة التجارية وإيرادات الرعاية  أو إعادة وضع العلامة التجارية للمساعدة في إعادة وضع نفسها حيث يعمل الراعي.

المتفرجون-المشجعون

في السنوات الأخيرة،  تطور المشجعون إلى عملاء وأصبحوا أهم الأصول في نظام كرة القدم. وبالتالي تم استبدال المتفرجين المخلصين العاديين بمجموعة متفرجين جديدة تنفق مبلغا معينا من دخلها السنوي.

ففي قطاع الرياضة الصناعية  تكون المنافسة أكثر كثافة في كرة القدم،  ومن الواضح أنه ليس من السهل خلق مشجعين مخلصين وإرضائهم والحفاظ على هذا الرضا. ولكن لزيادة التزام المشجعين بأنديتهم من الضروري استخدام طرق مختلفة وفعالة، وهذا يحدث بالقدرة على التواصل بطريقة صحية، وخلق شعور بالانتماء والانفتاح على الأفكار المبتكرة.

إن أفضل طريقة للأندية الرياضية لتحقيق هذا الهدف هي قبول نهج عملية موجه نحو المشجعين يتضمن المزيد من الالتزام اتجاههم بدلا من نهج العملية الموجهة نحو العملاء.

وفي بعض الاحيان يتصرف بعض المشجعين بشكل غير أخلاقي في الملعب،  ويمكن أن تؤدي هذه السلوكيات السلبية إلى عقوبات مالية، وبالتالي يجب على الأندية دفعها إلى اتحادها الحاكم، وهذه مضيعة للموارد. فالناس تتصرف أحيانا وفقاً  لمصلحتهم الخاصة،  ويفعلون كل ما يلزم للحصول على ما يريدون.

 تساهم أربعة عوامل مهمة في السلوك الأخلاقي أو غير الأخلاقي: الشخصية ، والتطور الأخلاقي ، والموقف ، والتبرير. وكل هذه العوامل لها خاصية شخصية ولا يمكن للأندية الرياضية فعل أي شيء.

ومع ذلك، يمكن للنادي  تحسين جودة خدماته وفقا لرغبات وتوقعات المشجعين، وزيادة عدد المشجعين الذين يتابعون النادي، وبالتالي يكون لديه المزيد من الفرص لزيادة الإيرادات. ومن أجل توفير خدمات عالية الجودة وجعلها مستدامة سيكون من الضروري التفكير في خلق بيئة يمكن فيها اتخاذ القرارات كجزء من منطق الأعمال المهنية.

 واخيراً،

 التواصل بالتوازي مع التطورات التكنولوجية السريعة للغاية، وواسعة الانتشار. يعتبر السلعة الأكثر قيمة في عصر المعلومات. وبالتالي يتم إعادة تشكيل عادات الاستهلاك.  

في وقتنا الحالي. معظم الناس تمتلك هواتف محمولة وإنترنت. لذلك فهم قادرون على الوصول إلى المعلومات بسرعة. مما يمكنهم من التعرف على جودة الخدمات من خلال المقارنة على الفور. ونتيجة لذلك يجب على الأندية تقديم أفضل جودة من الخدمات لمشجعيها كهدف أساسي. وتنظيم أنشطتها بناءً على هذا الهدف من أجل المنافسة واكتساب المزيد من حصة السوق.

وايضاً: الرياضات التي لديها مستويات منخفضة من المنافسة واللياقة البدنية ليست عادة منتجات إعلامية جذابة.

والى اللقاء في الجزء الرابع عن تحديات الإدارة،  وأصحاب المصلحة وقوة النفوذ في المنشأت الرياضية.

انظر ايضاَ المفهوم والنطاق – إدارة المنشآت الرياضية – الجزء الاول

انظر ايضاً التسويق الرياضي – إدارة المنشآت الرياضية – الجزء الثاني

الوقت المقدر للقراءة 11 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights