النساء في الفكر السياسي الغربي النساء في الفكر السياسي الغربي

“النساء في الفكر السياسي الغربي” كتاب لسوزان مولر أوكين. ويعد كتابها عملاً رائداً يستكشف معاملة المرأة وتمثيلها في تاريخ الفكر السياسي الغربي، وهذا الكتاب صدر في عام 1979. ويهدف بشكل أساسي إلى التحليل النقدي للنظريات السياسية التي وضعها المفكرون المؤثرون في التقاليد الغربية. مثل: أفلاطون وأرسطو وروسو وميل، والكشف عن التحيزات والقيود التي تنطوي عليها معاملتهم للنساء.

جادلت أوكين بأن هؤلاء المفكرين قد تجاهلوا النساء بشكل عام في نظرياتهم السياسية. وقد حصروهن في أدوار ثانوية أو حتى تجاهلوا تجاربهن تماماً.

يُعدّ الكتاب استعراضاً نقدياً لتلك النظريات السياسية المؤثرة. حيث قدمت أوكين تحليلاً موضوعياً لتلك الأفكار وتكشف عن العيوب والتحيزات في التصورات التي تركز على الرجل وتهمش المرأة. ومن خلال هذا الكتاب هدفت أوكين إلى إبراز ضرورة إعادة التفكير في الفكر السياسي الغربي وتوجهاته نحو المرأة. وتشجيع الباحثين والفلاسفة على تكريس اهتمامهم لتحقيق المساواة وتعزيز دور المرأة في المجال السياسي.

وقد أثرى هذا الكتاب النقاش الفكري والنسوي بصورة كبيرة، حيث يعتبر مرجعاً هاماً في فهم التحديات التي تواجهها المرأة في السياسة والتأثير الذي يمكنها تحقيقه في المجتمعات الغربية.

سوزان مولر أوكين

سوزان مولر أوكين (1946-2004) كانت منظرة سياسية مؤثرة وفيلسوفة نسوية. وُلدت في نيوزيلندا وأصبحت مواطنة متجنسة في الولايات المتحدة. شغلت مناصب أكاديمية في جامعات مرموقة مثل ستانفورد وهارفارد.

ركزت أوكين في النظرية السياسية النسوية على قضايا المساواة بين الجنسين والعدالة ودور المرأة في المؤسسات السياسية والاجتماعية. حللت بشكل نقدي استبعاد المرأة وتهميشها من النظرية السياسية، ودعت إلى إدراج وجهات نظر المرأة وخبراتها في تطوير الفكر والممارسة السياسية.

نشرت أوكين العديد من الأعمال التي تتناول مواضيع الجنس والأسرة والعدالة والتعددية الثقافية. من بين أعمالها البارزة “العدالة والجنس والأسرة” (1989) و “هل التعددية الثقافية سيئة للمرأة؟” (1999).

تركت مساهمات أوكين الكبيرة في النظرية السياسية النسوية ودور المرأة في الفكر السياسي الغربي أثراً عميقاً في هذا المجال، وما زالت تؤثر في المناقشات المتعلقة بالنوع الاجتماعي والمساواة والنظرية السياسية.

كتاب “النساء في الفكر السياسي الغربي”

كتاب “النساء في الفكر السياسي الغربي”، الذي نشر في عام 1979، يُعد من أبرز أعمال أوكين. في هذا الكتاب قدمت أوكين تحليلاً دقيقاً للنصوص الرئيسية في التاريخ السياسي الغربي، مسلطة الضوء على استبعاد النساء من مجالات المواطنة والملكية والمشاركة السياسية. درست أوكين الافتراضات الأساسية والأطر المفاهيمية التي كان يستخدمها المفكرون في تلك الفترات، مبينة كيف يُديمون عدم المساواة بين الجنسين. وقدمت أوكين نقداً نسوياً لتلك النظريات واقترحت أطراً بديلة تدمج وجهات نظر النساء وتجاربهن، وأكدت على أهمية الاعتراف بوكالة المرأة واستقلاليتها وقيمتها المتساوية في المجال السياسي.

دافعت أوكين عن إدراج اهتمامات المرأة في النظرية السياسية ودعت إلى تطوير أنظمة سياسية أكثر شمولًا ومساواة. واحدة من المساهمات المهمة للكتاب هي استكشاف العلاقة بين النوع الاجتماعي والسلطة.  وكذلك سلطت أوكين الضوء على كيفية تأثير التسلسل الهرمي الجنساني والهياكل الأبوية على الفكر السياسي عبر التاريخ، وعرضت ضرورة تحدي تلك الهياكل وتحويلها لتحقيق المساواة بين الجنسين.

أهمية كتاب النساء في الفكر السياسي الغربي “سوزان مولر أوكين”

هناك عدة أسباب تجعل كتاب سوزان مولر أوكين “النساء في الفكر السياسي الغربي” ذو أهمية كبيرة في مجال النظرية السياسية النسوية.

تضخيم أصوات النساء

 سلط كتاب أوكين الضوء على المساهمات ووجهات نظر النساء في الفكر السياسي الغربي، والواتي تعرضن للتهميش والتجاهل تاريخياً. ويستكشف الكتاب أعمال المفكرات عبر التاريخ ويعرضها كشاهدة على تحدي الانحياز الجنساني في الشريعة السياسية الغربية، وهدفت  أوكين إلى توسيع فهمنا للنظرية السياسية من خلال إدراج هذه الأصوات المهمة وتسليط الضوء على تجارب النساء ومساهماتهن في المجال السياسي.

نقد الإقصاء بين الجنسين

تحليل أوكين كشف عن الطبيعة الإقصائية للفكر السياسي الغربي وتجاهله لتجارب النساء ومخاوفهن. ودرست أوكين الأساليب التي تم استبعاد النساء بها بشكل منهجي من الخطاب السياسي. وحثت أوكين على التفكير النقدي في التحيزات الجنسانية المتواجدة في النظرية السياسية وتدعو إلى اعتماد نهج شمولي أكثر.

الكشف عن ديناميكيات السلطة الجندرية

الكتاب يسلط الضوء على ديناميكيات السلطة الجندرية في المؤسسات والهياكل السياسية، واوضح تحليل أوكين كيف تؤثر الأعراف المجتمعية والتوقعات الثقافية والأطر القانونية في تعزيز عدم المساواة بين الجنسين، وتحجيم وصول المرأة إلى السلطة السياسية. وإن فهم هذه الديناميكيات يعد أمراً بالغ الأهمية لمواجهة وتغيير تفاوتات القوى القائمة.

الانخراط في النقد النسوي

عمل أوكين ساهم في النقد النسوي الشامل للنظرية، والممارسة السياسية مما شجع علماء الاجتماع والنشطاء على تحدي الافتراضات والمفاهيم والأطر التي أدت إلى استمرار عدم المساواة بين الجنسين. وتشجعهم للمشاركة في نقاش نقدي حول النظرية السياسية، وحثت على إعادة تقييمها من منظور نسوي.

تأثير الكتاب على النظرية النسوية والسياسية

كتاب أوكين، “النساء في الفكر السياسي الغربي”، له تأثير كبير ودائم في النظرية النسوية والنظرية السياسية ودراسة الجندر والسياسة. ويُعَدُّ نصاً أساسياً للمهتمين بدراسة إقصاء المرأة التاريخي من الفكر السياسي، مع دعوة إلى خطاب سياسي أكثر شمولًا ومساواة.

يناقش الكتاب، بجانب تحليل الإقصاء التاريخي، التحديات الحديثة التي تواجه المساواة بين الجنسين في السياسة. ويستكشف أيضاً تأثير الأدوار التقليدية والقوالب النمطية على المؤسسات والسياسات ويُدرك تداخل الجنس مع أشكال الاضطهاد الأخرى.

يدعو الكتاب إلى تغييرات هيكلية واعتماد سياسات مثل نظام الحصص بين الجنسين والعمل الإيجابي لمواجهة التحيزات. ويشدد أيضاً على الحاجة إلى نهج شامل يدمج تجارب النساء المتنوعة ويفحص تأثير الفكر السياسي على السياسة العامة والأعراف الاجتماعية. يدعو إلى فحص نقدي للنظرية السياسية لتحدي وتحويل الممارسات التمييزية وتعزيز العدالة بين الجنسين

في حجتها، يُعتبر مفهوم العدالة بين الجنسين أمراً أساسياً لأوكين، وتؤكد أوكين أن تحقيق العدالة بين الجنسين يتطلب إعادة تقييم الأنظمة السياسية الحالية وإعادة تصور المبادئ التي تُبنى عليها.

تعتبر أوكين أن النظرية السياسية “المحايدة” أو “العالمية”. تدعم وتديم عدم المساواة بين الجنسين. وتتحدى هذه الفكرة بدعوتها إلى إعادة صياغة النظرية السياسية. لتعترف بتجارب واحتياجات المرأة، وتشجع المشاركة والمساواة الكاملة للمرأة في المجال السياسي.

اقرأ ايضاً السُّمًيَّة عند البشر

تسلط أوكين الضوء على أهمية المجالين العام والخاص في فهم الوضع السياسي للمرأة. وتنتقد الانقسام بينهما والإقصاء التقليدي للمرأة في المجال الخاص. وتدافع عن إعادة تقييم أدوار تقديم الرعاية وتعزيز الاعتراف بأهميتها السياسية والاجتماعية.

كما تعمقت في تأثير عدم المساواة بين الجنسين على هياكل الأسرة والتعليم وأسواق العمل. وسلطت الضوء على الحاجة إلى نهج شامل للعدالة بين الجنسين. وحثت على التوازن بين احترام التنوع الثقافي والالتزام بالمبادئ العالمية للمساواة بين الجنسين. وتساءلت عن كيفية تأثير التقاليد والممارسات الثقافية على التسلسلات الهرمية بين الجنسين. وتنتقد استخدام النسبية الثقافية كذريعة لتبرير التمييز بين الجنسين وتؤكد على أهمية تحقيق التوازن بين الاحترام الثقافي والمساواة بين الجنسين.

اقرأ ايضاً اللاوعي وتأثيره على صنع القرارات

الوقت المقدر للقراءة 8 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights