تقييم الأشياء يشترك فيه الفرد طوال حياته في مختلف المجالات، مثل: التسوق، وترتيبات الإقامة، واختيار مدرسة للأطفال، وشراء منزل، وغيرها من الأشياء . ويتضمن النظر في العوامل الموضوعية والعوامل الشخصية.
يرتبط العامل الموضوعي بالقيمة الفعلية للشيء المقيم ويشمل معايير محددة مثل الجودة وأداء المنتج والميزات المتوفرة. أما العامل الشخصي، فيتأثر بتصور الشخص الشخصي للشيء المقيم وقد يتضمن ذوقاً شخصياً وتفضيلات واحتياجات خاصة.
غالباً ما يكون من الصعب التمييز بين العامليين، حيث تعتمد قراراتنا على توازن بينهما. على سبيل المثال، عند شراء منزل، نأخذ في الاعتبار ليس فقط السعر للمتر المربع، ولكن أيضاً الميزات المختلفة. وعند تقييم منتج جمالي، لا نعتمد فقط على المظهر الخارجي بل نأخذ في الاعتبار السعر والجودة. وبالتالي، تلعب عملية التقييم دوراً مهماً في صنع القرارات في مختلف المجالات،
العوامل الموضوعية
تعتمد العوامل الموضوعية على بيانات قابلة للقياس والتحقق وتحليل بدون تحيز شخصي. مثل: الإحصاءات والأرقام والأدلة التجريبية. وتوفر أساساً متيناً غير متحيز وموحد يمكن تطبيقه باستمرار. وتعطي قاعدة قوية لاتخاذ القرارات المستنيرة والمنطقية.
وأهميتها تكمن في قدرتها على توفير عملية تقييم واضحة وشفافة. فهي تقلل من تأثير التحيزات الشخصية والعواطف والآراء الذاتية مما يضمن قراراً أكثر موضوعية وإنصافاً.
وتُستخدم العوامل الموضوعية غالباً لتقييم نتائج محددة أو مقاييس الأداء أو معايير محددة مسبقاً. مما يجعلها ذات قيمة عالية في تقييم الفعالية والكفاءة والنجاح.
على سبيل المثال. في سياق الأعمال التجارية. يمكن أن تشمل العوامل الموضوعية مؤشرات الأداء المالي كنمو الإيرادات أو نسب الربحية أو حصة السوق. وهذه المقاييس توفر القابلة للقياس الكمي كأساساً موثوقاً فيه لتقييم أداء الشركة واتخاذ القرارات الإستراتيجية.
العوامل الشخصية
تقدم العوامل الشخصية وجهات نظر فريدة وتعكس تصوراتنا واحتياجاتنا الشخصية، وتتضمن تفضيلاتنا ومعتقداتنا ورغباتنا الشخصية التي تؤثر على قراراتنا. وتشمل العوامل الشخصية الأحكام الفردية والآراء والتصورات والتجارب الشخصية. وهي تنطوي على جوانب نوعية لا يمكن قياسها أو توحيدها بسهولة. لأنها تتأثر بالتفسيرات الفردية والعواطف والقيم والمعتقدات، وهي تختلف من شخص لآخر. وهذه العوامل تلعب دوراً مهماً في تقييم الجوانب التي لا يمكن قياسها بشكل موضوعي. أو حيث تكون التفضيلات الشخصية ذات صلة.
وبسبب تدخل العنصر البشري في عملية التقييم، ومع الاعتراف بأهمية السياق، ووجهات النظر الفردية، ووجهات النظر المتنوعة. فالعوامل الشخصية تساعد في التقاط الفروق الدقيقة والصفات غير الملموسة والتجارب الذاتية التي قد تغفلها العوامل الموضوعية. ولهذا يمكن أن تأخذ التقييمات في الاعتبار الظروف الفريدة والتأثيرات الثقافية والسياقات الفردية التي تؤثر على الموضوع الذي يتم تقييمه.
وعلى سبيل المثال: عند تقييم مرشح لوظيفة قد تشمل العوامل الشخصية مهاراته الشخصية، أو الإبداع، أو القدرة على التكيف، أو الملاءمة الثقافية داخل المنظمة. ولا يمكن تحديد هذه الصفات بسهولة، لكنها ضرورية للتنبؤ بمدى جودة أداء المرشح والاندماج في ثقافة الشركة.
أهمية التوازن بين العوامل الموضوعية والشخصية
بتوازن العوامل الموضوعية والشخصية، يتمكن الفرد من الاستفادة من المعلومات الموثوقة والموضوعية، وفي الوقت نفسه، يأخذ في الاعتبار قيمه، وأولوياته الشخصية. يمكن لهذا التوازن أن يساعدنا على اتخاذ قرارات مستنيرة ومتوازنة في مختلف جوانب الحياة، سواء كانت شخصية أو مهنية أو اجتماعية.
لذا، عندما نقوم بعملية اتخاذ القرارات، يجب أن نسعى لجمع البيانات الموضوعية والمعايير القابلة للقياس، وفي الوقت نفسه، ندرس العوامل الشخصية الخاصة بنا ونأخذها في الاعتبار. هذا النهج سيساعدنا على تحقيق توازن حقيقي وإصدار قرارات متوازنة ومستنيرة. بدلاً من الاعتماد فقط على البيانات الموضوعية، وبالتالي، يجب أن نكون واعين لتأثير العوامل الشخصية وكيف يمكن أن تؤثر في تفسير البيانات وتوجيه اتخاذ القرار.
اقرأ أيضا تعرفوا على فوائد التقييم العقاري وأهميته
الأسباب التي تجعل من التوازن مهماً
التقييم الشامل
توفر العوامل الموضوعية أساساً متيناً للبيانات القابلة للقياس بينما تضيف العوامل الذاتية العمق والسياق إلى التقييم معاً، وبالتالي يقدمون فهماً أكثر اكتمالاً للموضوع الذي يتم تقييمه.
وجهات نظر متعددة
تميل العوامل الموضوعية إلى التركيز على المقاييس القابلة للتعميم بينما تأخذ العوامل الذاتية بعين الاعتبار التجارب الفردية ووجهات النظر. وعملية دمج العوامل الذاتية يساعد على تجنب إغفال الجوانب المهمة التي قد لا يتم التقاطها فقط من خلال التدابير الموضوعية. مما يسمح بنطاق أوسع من وجهات النظر، ويعزز التنوع والشمولية.
فهم السياق
العوامل الذاتية ذات قيمة خاصة في تقييم المواقف المعقدة التي تتأثر بالعوامل السياقية. وتساعد في تقييم تأثير التأثيرات الثقافية والاجتماعية والشخصية على الموضوع الذي يتم تقييمه. ومن خلال النظر في العوامل الذاتية تصبح التقييمات أكثر دقة وتعكس سيناريوهات العالم الحقيقي.
العدل والإنصاف
تساعد العوامل الموضوعية في التخفيف من التحيز من خلال توفير إطاراً موحدً للتقييم، ومع ذلك فإن الاعتماد فقط على التدابير الموضوعية يمكن أن يؤدي إلى تقييمات غير عادلة أو غير كاملة. وبالتالي تساعد العوامل الذاتية عند استخدامها بشكل مناسب وشفاف في موازنة قيود الموضوعية، وضمان عملية تقييم عادلة ومنصفة.
تحديات المقارنة
إنه من غير المرجح أن يصل شخصان متساويان في المعرفة إلى نفس النتيجة في التقييم، حتى إذا بدأوا من نفس الافتراضات والمدخلات الكمية. وهذا يجعل المقارنة بين الأعمال أمراً صعباً. وعلى سبيل المثال: طهاة يحصلون على نفس المكونات لإعداد طبق معين، وعلى الرغم من أن النتائج النهائية قد تبدو متشابهة إلى حد ما. إلا أن الاختلافات في التوقيت وتقنيات الطهي ونسب المكونات والإبداع والخبرة والعرض ستؤدي إلى وجود نتائج متميزة. ومثال اخر: وفي مجال مزادات الفن المعاصر وتقييم الأعمال، يظهر التفاعل بين العوامل الموضوعية والشخصية، مما يؤدي إلى اختلافات في النتائج والتقييمات النهائية.
واخيراً
التقييم يعتمد على توازن بين العوامل الموضوعية والشخصية. التقييم الشخصي يعتمد على المعايير الفردية والاحتياجات الخاصة، بينما التقييم الموضوعي يعتمد على الحقائق والمعلومات المتاحة. في تقييم المنزل، يتضمن التقييم الموضوعي النظر في الموقع وحجم المنزل وجودة البناء وتجهيزاته والمستوى العام للمنطقة المحيطة. يتأثر التقييم الشخصي بتفضيلاتنا واحتياجاتنا مثل المسافة إلى مكان العمل أو القرب من المدارس. يستخدم توازن بين المكونين في قرارات التقييم، ويعتمد على الأولويات والظروف الشخصية. في مجال مزادات الفن المعاصر، يظهر هذا التفاعل بين العوامل الموضوعية والشخصية، حيث تختلف النتائج النهائية بشكل كبير على الرغم من القيمة الموضوعية القائمة على المزادات السابقة وآراء الخبراء.
اقرأ ايضاً تباين الكمية (الفعلية والقياسية): الحساب والتحليل
e-onepress.com
الوقت المقدر للقراءة 7 دقائق
About Author
[…] ايضاً تقييم الأشياء (العوامل الموضوعية والشخصية) و المواهب الطبيعية: كسب المال مقابل إدارة الأموال و […]