مغالطة التشديدمغالطة التشديد

مغالطة التشديد (Fallacy of Accent) هي مغالطة منطقية تعتمد على تغيير نبرة أو تأكيد كلمات معينة في الجملة. الهدف منها إضفاء معانٍ جديدة أو مشوهة، مما يضلل المستمعين أو القراء. لا تتعلق هذه المغالطة بتغيير الكلمات، بل بكيفية نطقها أو كتابتها. وبذلك، تضاف تفسيرات قد تكون غير مقصودة أو مضللة.

شرح مغالطة التشديد:

تحدث مغالطة التشديد عند تغيير التركيز على كلمات معينة داخل الجملة لتغيير معناها، سواء بقصد أو دون قصد. على سبيل المثال، الجملة “أنا لم أقل إنه سرق المال” يمكن أن تحمل معاني مختلفة وفقاً للكلمة المشددة:

  • إذا تم التشديد على “أنا”، فيعني أن المتحدث لم يقل ذلك، لكنه يلمح إلى أن شخصاً آخر قد قاله.
  • إذا تم التشديد على “إنه”، فقد يشير المتحدث إلى أن شخصاً آخر، وليس الشخص المعني، قد ارتكب السرقة.
  • إذا تم التشديد على “سرق”، فإن المتحدث ينفي فعل السرقة، لكنه قد يوحي بأن الشخص قام بفعل آخر.
أمثلة على مغالطة التشديد:

نقاش سياسي: إذا قال سياسي “لن نزيد الضرائب” مع التركيز على “لن”، فالرسالة واضحة بأن الضرائب لن تزيد إطلاقًا. ولكن، إذا قال الجملة مع التشديد على “نزيد”، فقد يعني أن الضرائب الحالية لن تزداد، مع احتمال فرض ضرائب جديدة.

نقاش قانوني: في المحكمة. إذا قال محامٍ “المتهم قال إنه لم يكن هناك في تلك الليلة” مع التركيز على “قال”. فهذا يعني أن المحامي يركز على ما صرّح به المتهم بغض النظر عن الحقيقة. لكن إذا تم التشديد على “لم يكن هناك”. يصبح النقاش حول غياب المتهم الفعلي في موقع الجريمة.

نقاش تجاري: في صفقة، قد يقول أحد الأطراف “سنقدم مكافأة إذا حققت الهدف”. إذا تم التركيز على “إذا”، يلمح إلى الشك في قدرة الشخص على تحقيق الهدف، مما قد يؤثر على الحافز والثقة بين الأطراف.

أثر مغالطة التشديد:

تعتبر مغالطة التشديد خادعة لأنها تعتمد على نطق الجملة بدلاً من مضمونها. هذا النوع من المغالطات قد يسبب تفسيرات مضللة ويغير مسار النقاش. غالبًا ما تستخدم لتغيير التركيز بعيدًا عن النقطة الأصلية أو لخلق شكوك غير مبررة حول نية المتحدث. على سبيل المثال، في نقاش حول السياسات التعليمية، قد يتم التركيز على كلمة في جملة “يجب على الطلاب النجاح” لتضخيم الضغط على الطلاب.

  • إذا تم التشديد على “يجب”: يوحي بأن النجاح إلزامي، مما يزيد الضغط على الطلاب ويجعل الفشل غير مقبول في أي ظرف.
  • إذا تم التشديد على “الطلاب”: يوحي بأن الطلاب وحدهم يتحملون مسؤولية النجاح، مما يضيف ضغوطًا دون مراعاة الدعم المقدم من المعلمين أو النظام التعليمي.
  • إذا تم التشديد على “النجاح”: يوحي بأن النجاح هو الهدف الوحيد، مما قد يشير إلى أن أي وسيلة للوصول إليه مبررة، بغض النظر عن القيم أو الجودة.

هذه التشديدات قد تُفهم بشكل خاطئ وتزيد من الضغط غير المبرر على الطلاب لتحقيق النتائج بأي ثمن.

كيفية التعامل مع مغالطة التشديد:
  • التركيز على النص المكتوب أو المضمون الأصلي: لتجنب مغالطة التشديد، من الأفضل دائمًا الرجوع إلى النص المكتوب أو الاستفسار عن المعنى المقصود مباشرة. على سبيل المثال، إذا تم التلاعب بالنبرة في نقاش قانوني، يمكنك طلب الرجوع إلى النص الأصلي للتأكد من المعنى المقصود بوضوح.
  • الطلب بتوضيح المعنى: إذا شعرت أن التشديد قد أضاف معنى غير مقصود، يمكنك طلب توضيح من المتحدث. على سبيل المثال، في نقاش سياسي حول الضرائب، يمكنك الاستفسار عمّا إذا كانت الضرائب ستبقى كما هي أو إذا كان هناك احتمال لتعديلات أخرى.
خاتمة:

مغالطة التشديد قد تكون خفية أحيانًا، إذ تعتمد على التلاعب بالنبرة أو التركيز على كلمات محددة. ولكن بمجرد إدراكها وفهم تأثيرها على النقاش، يمكن تجنب الوقوع في فخ التفسيرات المغلوطة. التركيز على النصوص المكتوبة أو المعاني المقصودة بوضوح يساعد في تقليل تأثير هذه المغالطة، وبالتالي الحفاظ على نزاهة النقاشات ومنع التلاعب بالمعنى

اقرأ ايضاً مغالطة القياس المسيء: كيف تتلاعب المقارنات المسيئة بالنقاشات

Estimated reading time: 5 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights