مغالطة-القياس-المسيمغالطة-القياس-المسي

في النقاشات المختلفة، قد نواجه مغالطات منطقية تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الموضوع الرئيسي. إحدى هذه المغالطات هي “مغالطة القياس المسيء” (Abusive Analogy). والتي تتضمن مقارنة الهدف منها: السخرية أو الإساءة إلى الخصم بدلاً من تقديم حجج منطقية وموضوعية. وعلى الرغم من أن مثل هذه المقارنات قد تحتوي على قدر من الحقيقة. إلا أن الهدف الأساسي منها هو استغلال مشاعر الجمهور وتحفيز تحيزاتهم. في هذا المقال، سنستعرض هذه المغالطة بتفصيل ونوضح الأساليب النفسية والسلوكية التي يلجأ إليها من يستخدم هذه المغالطة، بالإضافة إلى طرق التعامل معها من خلال أمثلة واقعية.

مغالطة القياس المسيء:

مغالطة القياس المسيء تتمثل في إجراء مقارنات تهدف إلى إهانة الخصم بدلاً من مناقشة الموضوع الأساسي. على سبيل المثال، عند مقارنة سلوك شخص ما بشخصية أو حركة سيئة السمعة، يكون الهدف غالباً هو تشويه موقفه دون مناقشة موضوعية. السبب الرئيسي لاعتبار هذا النوع من القياس مغالطة هو إدخال عنصر عاطفي لتشتيت الانتباه.

صفات مستخدم مغالطة القياس المسيء:
  1. العدوانية اللفظية: يسعى الشخص الذي يستخدم هذه المغالطة إلى مهاجمة الخصم بشكل شخصي عن طريق مقارنات تهدف إلى التقليل من مكانته. مثال على ذلك في نقاش سياسي: إذا وصف أحد السياسيين خصمه بأنه “مثل الديكتاتور”، فهذا يهدف إلى تشويه سمعته أمام الجمهور.
  2. اللجوء إلى العواطف بدلاً من المنطق: يستخدم هذا الشخص مشاعر الغضب أو الخوف بدلاً من تقديم حجج منطقية. على سبيل المثال: تشبيه المدافعين عن البيئة بالمتطرفين لتشتيت النقاش من القضايا البيئية إلى الخوف من تدمير الاقتصاد.
  3. الخوف من المواجهة الفكرية: غالباً ما يتجنب المستخدم لمغالطة القياس المسيء الدخول في نقاش عميق. بدلاً من ذلك، يستخدم التشبيه المسيء لتجنب الحوار الجاد. على سبيل المثال: وصف منتقدي الحكومة بـ”الخونة” لتحويل النقاش بعيداً عن السياسات الحقيقية.
  4. استغلال التحيزات المسبقة: يعرف المستخدم لهذه المغالطة كيف يستغل التحيزات لدى الجمهور لصالحه. على سبيل المثال: تشبيه مجموعة من النشطاء بـ”الإرهابيين” لإثارة المخاوف وتوجيه التحيز ضدهم.
طرق التعامل مع مغالطة القياس المسيء:
  1. التركيز على الحجة الأصلية: يجب إعادة النقاش إلى الموضوع الأساسي دون الانجرار وراء الإساءة. مثال: إذا تم تشبيهك بالمتطرفين، يمكنك الرد بتوجيه النقاش إلى أهمية الموضوع المطروح مثل: تقليل الانبعاثات الكربونية.
  2. تجنب الرد بالمثل: لا يجب أن يتم الرد على المقارنات المسيئة بمقارنات أخرى. مثال: في حال تم اتهامك بالخيانة، يمكنك الرد بهدوء والتركيز على النقاش الموضوعي.
  3. إعادة توجيه النقاش: إذا حاول الشخص استخدام الخوف لتجنب النقاش، يمكن توجيه النقاش إلى الحقائق والأدلة بدلاً من الاتهامات. مثال: التركيز على تفاصيل القانون بدلاً من الاتهامات.
  4. توضيح المغالطة للجمهور: في حال كان هناك جمهور، يمكن توضيح أن الشخص يستخدم هذه المغالطة لاستغلال العواطف بدلاً من مناقشة الموضوع بشكل منطقي.
  5. الطلب بتقديم حجج موضوعية: يجب دعوة الشخص إلى تقديم حجج وأدلة عقلانية بدلاً من الاعتماد على الإساءة اللفظية.
  6. الإشارة إلى المغالطة بشكل مباشر: في بعض الحالات، يمكن الإشارة مباشرة إلى أن التشبيه المستخدم لا يخدم النقاش، وإعادة توجيه الحوار إلى القضية الأساسية.
خاتمة:

في النهاية، مغالطة القياس المسيء قد تكون وسيلة لتشتيت الانتباه عن النقاش الحقيقي وإثارة المشاعر السلبية بدلاً من تقديم حجج منطقية. لذلك، من المهم استخدام استراتيجيات تركز على إعادة توجيه النقاش إلى المسار الموضوعي. باستخدام هذه الأساليب، يمكن تعزيز النقاشات وإبقائها مركزة على الحقائق، مما يساعد في تحقيق نتائج أكثر عقلانية وموضوعية.

اقرأ ايضاً: بوصلة الحياة: قوى ودوافع

Estimated reading time: 4 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights