الاعتراف بالإيرادات لشركات البرمجيات. تشهد خدمات البرمجيات القائمة على الاشتراك زيادة في الشهرة مع انتقال المزيد من الشركات إلى نموذج البرمجيات كخدمة. هذه الخدمات غالباً ما تقدم البرامج والخدمات ذات الصلة على مدار فترة زمنية، بدلاً من البيع لمرة واحدة. على سبيل المثال، يمكن للشركة تقديم خدمة اشتراك شهري تمنح المشتركين الوصول إلى البرامج والدعم والتحديثات على مدار العام.
نماذج التسعير والشروط التعاقدية في الاعتراف بالإيرادات
تحديد وقت وطريقة الاعتراف بإيرادات هذه الخدمات يمكن أن يكون أمراً صعباً نظراً لتنوع نماذج التسعير المختلفة والشروط التعاقدية المتباينة. تعد بعض نماذج التسعير الشائعة ما يلي:
أ- الإيرادات المتكررة الشهرية: حيث يقوم العملاء بدفع رسوم شهرية للوصول إلى الخدمة على مدار الوقت.
ب- الإيرادات السنوية المتكررة: حيث يقوم العملاء بدفع رسوم سنوية للوصول إلى الخدمة على مدار الوقت.
ج- التسعير على أساس الاستخدام: حيث يقوم العملاء بدفع تكلفة استخدام الخدمة بناءً على مدى فعاليتها وتردد استخدامها.
د- التسعير المتدرج: حيث يقوم العملاء بدفع أسعار مختلفة استناداً إلى مستوى الخدمة التي يحتاجون إليها أو يختارونها.
قد تتباين الشروط التعاقدية بشكل واسع وتشمل جوانب مثل الحد الأدنى لمدة العقد والخصومات للعقود طويلة الأجل ورسوم الإنهاء. تؤثر هذه الشروط على توقيت ومبلغ اعتراف الإيرادات. بشكل عام، يجب اعتراف الإيرادات عندما يتم اكتسابها ويمكن قياسها بشكل موثوق. بالنسبة للخدمات القائمة على الاشتراك، يعني ذلك أنه يجب اعتراف الإيرادات خلال الفترة التي يتم فيها تقديم الخدمة. ومع ذلك، يمكن أن يختلف توقيت اعتراف الإيرادات اعتمادًا على نموذج التسعير والشروط التعاقدية المحددة لكل حالة.
مثال
فلنفترض أن الشركة “أ” تقدم خدمة اشتراك شهري قيمته 100 دولار وتستمر الخدمة لمدة 12 شهراً، ويُطلب من العملاء دفع أول ثلاثة أشهر مقدماً كوديعة. يمكن للعملاء إلغاء الاشتراك في أي وقت. وفي نهاية الفترة البالغة 12 شهراً، يمكن للعملاء تجديد اشتراكهم لعام آخر.
بناءً على هذا السيناريو، سيتم اعتراف الشركة “أ” بمبلغ 300 دولار كإيرادات فورية في بداية الفترة لأن الخدمة لم يتم تقديمها بعد، حيث تم تحصيلها كوديعة.
لأشهر التسعة المتبقية من الفترة البالغة 12 شهراً، يمكن اعتماد أحد الأساليب لاحتساب الإيرادات. مثلاً، يمكن اعتراف بمبلغ ثابت من الإيرادات لكل شهر من الخدمة المقدمة، وهو 75 دولاراً أمريكياً لكل شهر. ولكن، بما أنه يمكن للعملاء إلغاء الاشتراك في أي وقت، يجب أن تأخذ الشركة “أ” هذا الاحتمال في اعتبارها عند تحديد إقرار الإيرادات. فعلى سبيل المثال، إذا قام عميل بإلغاء اشتراكه بعد 6 أشهر، فإن الشركة يجب أن تتوقف عن اعتماد إيرادات الأشهر المتبقية (6 أشهر) في الفترة المالية المقبلة.
اقرأ ايضا محاسبة العملات المشفرة
لحساب ذلك ، قد تختار الشركة “أ” الاعتراف بالإيرادات بناءً على الاستخدام الفعلي للخدمة. على سبيل المثال ، إذا ألغى عميل ما بعد ستة أشهر من الخدمة ، فإن الشركة “أ” ستعترف فقط بإيرادات ستة أشهر من الخدمة المقدمة. سيتطلب هذا النهج تتبع بيانات الاستخدام وقد يكون أكثر تعقيدًا في إدارته ، ولكنه سيوفر انعكاسًا أكثر دقة للإيرادات المكتسبة.
هناك خيار آخر يتمثل في الاعتراف بالإيرادات بناءً على تجديدات العملاء. إذا قام العميل بتجديد اشتراكه في نهاية فترة 12 شهرًا ، يمكن للشركة “أ” الاعتراف بالإيرادات المكتسبة من اشتراك العام السابق في العام الحالي. سيوفر هذا النهج مزيدًا من اليقين حول الاعتراف بالإيرادات ولكنه يتطلب تتبعًا دقيقًا لتجديدات العملاء وقد لا يعكس بدقة الإيرادات المكتسبة خلال فترة الاشتراك الأولية.
الحلول
قد يمثل تحديد نهج التعرف على الإيرادات المناسب للخدمات القائمة على الاشتراك تحدياً لشركات البرمجيات. تتضمن بعض الحلول الشائعة ما يلي:
أ-فهم الشروط التعاقدية ونموذج التسعير:
لضبط وقت وكيفية اعتراف الإيرادات، يجب على شركات البرمجيات فهم نموذج التسعير والشروط التعاقدية لكل خدمة تقدمها بنظام الاشتراك. يتضمن ذلك فهم مدة الخدمة المقدمة، وما إذا كان العملاء يمكنهم إلغاء الاشتراك في أي وقت، وأي خصومات أو غرامات قد تنطبق عند الإلغاء.
وبناءً على هذه المعرفة، يمكن للشركات أن تحدد طريقة الاعتراف بالإيرادات بشكل صحيح. على سبيل المثال، إذا كانت هناك فترة اشتراك ثابتة ولا يُسمح للعملاء بإلغاء الاشتراك قبل انتهاءها، فيمكن اعتراف بالإيرادات بشكل متساوٍ على مدار فترة الاشتراك.
أما إذا كان هناك نموذج تسعير يعتمد على الاستخدام الفعلي للخدمة ويُسمح للعملاء بإلغاء الاشتراك في أي وقت، فسيكون الاعتراف بالإيرادات أكثر تعقيدًا حيث يجب مراعاة الإيرادات الفعلية المكتسبة خلال فترة زمنية محددة. هذا يتطلب مراقبة وتسجيل الاستخدام بدقة وتحديد توقيت الاعتراف بالإيرادات بناءً على السياسات المحددة في الشروط التعاقدية.
ب- تطوير سياسة الاعتراف بالإيرادات:
ينبغي على شركات البرمجيات وضع سياسة واضحة ومتسقة لتحديد الإيرادات المتعلقة بالخدمات القائمة على الاشتراك. يتطلب ذلك وضوح المعايير التي تُستخدم للاعتراف بالإيرادات لهذه الخدمات وأن تكون مبنية على فهم الشركة لنموذج التسعير والشروط التعاقدية، بالإضافة إلى مبادئ الاعتراف بالإيرادات بشكل عام.
يجب أن تتضمن هذه السياسة معايير واضحة لتحديد وقت وكيفية اعتراف الإيرادات عندما يتعلق الأمر بخدمات الاشتراك. قد تكون بعض المعايير تتضمن فترة الاشتراك المحددة، وسياسات الإلغاء والاسترداد، وتوقيت اعتراف الإيرادات بناءً على الخدمات التي تقدمها الشركة خلال فترة الاشتراك.
تهدف هذه السياسة إلى تحقيق الشفافية والدقة في تسجيل الإيرادات وتجنب أي انتهاكات أو تعارضات محتملة في تحديد الإيرادات. كما تساعد في إظهار الأداء المالي الفعلي للشركة بشكل دقيق وموثوق وفقًا للمعايير المحددة.
ج- مراقبة الاستخدام الفعلي والإلغاء:
لضمان دقة تحديد الإيرادات، يتعين على شركات البرمجيات تتبع بيانات الاستخدام الفعلي للخدمات والإلغاءات التي يقوم بها العملاء. يمكن استخدام هذه المعلومات لتعديل إقرار الإيرادات بناءً على الخدمة الفعلية المقدمة.
باستخدام معلومات الاستخدام الفعلي، يمكن للشركات تحديد الفترة الزمنية الفعلية لتقديم الخدمة ومدى استخدام العملاء للخدمة. يمكن تحديد الإيرادات بناءً على هذه المعلومات، بمعنى أنه يتم اعتماد الإيرادات بناءً على الشهور الفعلية التي تم تقديم الخدمة فيها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام معلومات الإلغاءات لضبط إقرار الإيرادات. عندما يلغي عميل اشتراكه، يمكن تعديل الإيرادات عن طريق استرداد الأموال المدفوعة مقابل الفترة المتبقية من الاشتراك.
باستخدام هذه البيانات وتحليلها بشكل دقيق، تكون الشركات قادرة على تحديد الإيرادات بطريقة دقيقة وموثوقة وفقًا للخدمات الفعلية التي قُدمت للعملاء، مما يضمن تقديم تقارير مالية دقيقة وشفافة.
د- تنفيذ الحلول البرمجية:
يمكن لشركات البرمجيات الاستفادة من استخدام برامج التعرف على الإيرادات المتخصصة لتحسين عملية التعرف على الإيرادات وجعلها أكثر أتمتة وسهولة. تُعد هذه الحلول مفيدة لتبسيط عملية اعتماد الإيرادات وتحسين دقتها.
تتيح برامج التعرف على الإيرادات المتخصصة تحويل البيانات الواردة من العملاء والمعاملات إلى معلومات مالية دقيقة بشكل أوتوماتيكي. يمكن لهذه البرامج أن تكون متكاملة مع أنظمة المحاسبة الحالية للشركة، مما يسهل إدخال البيانات والمعلومات بشكل سلس ومنسق.
عندما تكون متكاملة مع برامج المحاسبة الحالية، تتيح برامج التعرف على الإيرادات توليد تقارير مالية في الوقت الفعلي، مما يسمح للشركة بالحصول على رؤى دقيقة ومحدثة لحالة الإيرادات والأداء المالي
باستخدام هذه التقنيات المتقدمة، يمكن للشركات تحسين كفاءة عملية اعتماد الإيرادات وتقليل الأخطاء البشرية المحتملة، مما يسهم في تحسين دقة التقارير المالية والامتثال للمعايير المحددة.
ه- البحث عن التوجيه المهني:
نظراً لتعقيد عملية التعرف على الإيرادات للخدمات القائمة على الاشتراك. يمكن أن تستفيد شركات البرمجيات من طلب التوجيه المهني من محاسب عام معتمد أو متخصص آخر في مجال المحاسبة.
باعتبار أن تحديد وقت وكيفية اعتراف الإيرادات يمكن أن يكون معقدًا بسبب متغيرات مختلفة. مثل الشروط التعاقدية ونماذج التسعير. يمكن للمحاسب المختص أن يوفر التوجيه اللازم للشركة لتطبيق الأسس المحاسبية بطريقة صحيحة وملائمة.
توجيه المحاسب المؤهل والمتخصص يمكن أن يساعد الشركة في تطوير سياسات وإجراءات دقيقة لتحديد الإيرادات والامتثال للمعايير المحاسبية المعمول بها. كما يمكن للمحاسب أن يساعد في إعداد التقارير المالية بشكل دقيق وموثوق، مما يسهم في توفير صورة مالية صحيحة للشركة.
استشارة المحاسب المؤهل يعتبر استثمارًا مهمًا للشركة لضمان التزامها بالمعايير المحاسبية والقوانين المالية، وتحقيق الشفافية والنزاهة في تقاريرها المالية.
في الختام ،
يمكن أن يكون التعرف على الإيرادات للخدمات القائمة على الاشتراك معقداً لشركات البرمجيات. يتطلب تحديد التوقيت المناسب وطريقة الاعتراف بالإيرادات دراسة متأنية لنماذج التسعير والشروط التعاقدية ومبادئ الاعتراف بالإيرادات. من خلال تطوير سياسة واضحة ومتسقة للتعرف على الإيرادات. ومراقبة الاستخدام الفعلي والإلغاء. وتنفيذ حلول برمجية متخصصة. يمكن لشركات البرمجيات التعرف بدقة وكفاءة على إيرادات خدماتها القائمة على الاشتراك.
اقرأ ايضا القضايا الأخلاقية التي تواجه صناعة المحاسبة
e-onepress.com
الوقت المقدر للقراءة 9 دقائق
About Author
