سلسلة التوريدسلسلة التوريد

في المائة عام الماضية، شهدنا اختراعات مذهلة غيرت طرق العمل وسهّلت التجارة الدولية في جميع أنحاء العالم. الإنترنت، على سبيل المثال، أحدث ثورة في عالم الاتصالات والتواصل. حيث أصبح بإمكاننا التفاعل مباشرةً مع العملاء ورؤيتهم حتى وهم على بعد آلاف الأميال بفضل الدردشة المرئية.

بالإضافة إلى ذلك، اليوم ، يمكننا إرسال المستندات عبر البريد الإلكتروني لمسافات بعيدة جداً. مما يسهل عمليات التجارة الدولية وتعاملات الشركات في مناطق مختلفة من العالم بدون الحاجة لإرسال موظفين للتعامل مع تلك الدول.

تحقق الإنترنت فوائد كبيرة في تسهيل التواصل وتقليل المسافات الجغرافية. مما يساعد في تسريع وتيسير عمليات التجارة والتعاملات العالمية. وبالتالي ، اصبح الآن التفاعل والتعاون بين الشركات والأفراد يسير بسهولة ويسر عبر منصات عبر الإنترنت.

بفضل الإنترنت أيضاً، أصبحت خدمات الترجمة اللغوية متاحة للأشخاص لمساعدتهم في فهم اللغات المختلفة من خلال استخدام منصات مثل Google Translate و iTranslate. وايضاً تحسنت أنظمة الملاحة، حيث يمكن تتبع شحنات الشركات باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أثناء انتقالها عبر المحيطات مما يسهل على الشركات مراقبة منتجاتها أو إمداداتها بشكل فعال.

بالتالي، يمثل الإنترنت والتكنولوجيا المتقدمة حلاً جذرياً في تيسير العمليات التجارية العالمية وتحسين كفاءة سلسلة التوريد والنقل عبر الحدود. وهذا يساعد في تعزيز التعاون والتجارة بين الشركات والدول على مستوى عالمي.

اصل كلمة لوجستيات واستخداماتها

يعود أصل كلمة “لوجستيات” إلى الكلمة اليونانية “logistike” التي تعني فن الحساب. ومع ذلك، فإن المعنى الحديث لمصطلح اللوجستيات يرتبط بالجيش. حيث استُخدم لوصف الأنشطة المرتبطة بشراء الذخيرة والإمدادات الأساسية للقوات المتواجدة في الجبهة.

مع مرور الزمن، تطور مفهوم اللوجستيات. ففي العصر الحديث اصبح يشمل نطاقاً أوسع من الأنشطة والعمليات. فعرفت الخدمات اللوجستية على أنها الجزء الحيوي من سلسلة التوريد الذي يشمل التخطيط والتنظيم والتنسيق والتحكم في تدفق الموارد والسلع والخدمات بطريقة فعالة واقتصادية بهدف تلبية احتياجات العملاء وتحقيق أهداف الشركات والمؤسسات.

وشملت الخدمات اللوجستية إدارة العلاقات مع الموردين والعملاء بشكل كامل، وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة تم تسهيل عمليات الإدارة والتحكم في سلسلة التوريد، حيث اصبح من الممكن تتبع المواد والمنتجات عبر المدن والدول وتحسين التنبؤ بالطلب وتحسين إدارة المخزون.

وبالتالي، تُعد الخدمات اللوجستية محوراً أساسياً لتحقيق التوازن بين الطلب والعرض. وتحسين كفاءة عمليات سلسلة التوريد. لضمان وصول المنتج المناسب إلى المكان المناسب وفي الوقت المناسب. مما يساهم في تعزيز رضا العملاء وتحسين تجربتهم بشكل عام.

سلسلة التوريد

سلسلة التوريد تشمل جميع المراحل اللازمة لتلبية طلب العميل. تبدأ من المورد وتمتد لتشمل الشركة المصنعة وعمليات التوزيع وتاجر التجزئة وأخيراً الوصول إلى العميل. تهدف إدارة سلسلة التوريد إلى ضمان الانسياب السلس والفعال للعملية، وتحقيق تلبية احتياجات العملاء بشكل مثلى.

وبالتالي ، اصبحت مهمة إدارة سلسلة التوريد هي الإشراف على تدفق المواد والمعلومات والشؤون المالية أثناء انتقالها من المورد إلى المصنع. ثم إلى تاجر الجملة ومن ثم إلى بائع التجزئة وأخيراً إلى العميل.

وكل هذا أتي بسبب تطور التقنيات الجديدة التي وفرت فرصاً استراتيجية للمنظمات لبناء مزايا تنافسية للخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد. إلا أن درجة النجاح تعتمد على اختيار التكنولوجيا المناسبة للتطبيق وتوافر البنية التحتية التنظيمية المناسبة. وتبني الثقافة والسياسات الإدارية الملائمة.

وبمرور الوقت، تتحسّن تقنيات المعلومات والاتصالات والأتمتة بشكل كبير في مجال الخدمات اللوجستية. مما يساهم في سرعة تحديد الهوية وجمع البيانات ومعالجتها وتحليلها ونقلها بمستوى عالٍ من الدقة والموثوقية.

مع ذلك هذه التقنيات تستخدم بشكل واسع في البلدان المتقدمة. في الوقت نفسه تكون عملية التبني لها في الدول النامية بطيئة للغاية. الا انه بسبب الضغط التنافسي المتزايد أصبح الدخول في العمليات التي تدعم التكنولوجيا الضرورة الوحيدة للمنافسة والبقاء في سوق الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد.

 أحدث التقنيات المستخدمة في الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد.
تقنية التعرف التلقائي (Auto ID)

اسخدم مصطلح تقنية التعريف التلقائي لوصف الإدخال المباشر للبيانات أو المعلومات في نظام الكمبيوتر أو وحدات التحكم المنطقية القابلة للبرمجة أو أي جهاز يتم التحكم فيه بواسطة معالج دقيق بدون تشغيل لوحة مفاتيح. تتضمن هذه التقنيات التشفير الشريطي وتحديد تردد الراديو (RFID) والتعرف على الصوت، ويمكن استخدام المعرف التلقائي لتتبع الحاويات أو الطرود أو الكراتين أو الشاحنات التي تحمل البضائع في إرساليات محددة زمنياً للعملاء.

تشمل مزايا تقنيات التعريف التلقائي بأنها توفر التكاليف والسرعة والراحة في تخزين البيانات ومعالجة المعلومات. وأما تقنيات التعرف التلقائي الهامة والمستخدمة هي:

الترميز الشريطي Bar coding

الترميز الشريطي هو عبارة عن سلسلة من الخطوط المتوازية ذات السماكة المختلفة مع وجود مسافات بينهما. هذه الأشرطة ليست سوى عناصر معلومات في النموذج المقنن التي يمكن قراءتها بمساعدة ماسح ضوئي.

ولقد استخدامت الرموز الشريطية لأول مرة في عام 1952 في محلات السوبر ماركت بالولايات المتحدة الأمريكية. وتتضمن المعلومات المطبوعة في الرمز الشريطي رمز البلد، واسم الشركة المصنعة، وتفاصيل المنتج، وتاريخ التصنيع، ومحتوى المواد، وما إلى ذلك. وهذه التفاصيل مطلوبة لإدارة المخزون.

يتم إستخدم الرموز الشريطية في صناعات متنوعة مثل البيع بالتجزئة والأدوية والسلع الاستهلاكية والإلكترونيات والسيارات وما إلى ذلك.

مزايا الترميز الشريطي (الباركود )
  1. سهولة تحديد عناصر المخزون أثناء التخزين والاسترجاع والاستلام والتفتيش والإرسال.
  2.  تقليل العمل الورقي ووقت المعالجة.
  3. تقليل الخطأ البشري.
  4. يزيد من إنتاجية النظام اللوجستي من خلال السرعة والدقة والموثوقية.

بسبب الترميز الشريطي أثناء عملية الإنتاج اصبح تحديد العناصر قيد المعالجة والعناصر النهائية أكثر سهولةً لعملية تتبع المخرجات المختلفة في مراحل الإنتاج.، وكذلك بمساعد الترميز الشريطي (الباركود) يتم تحديد وتتبع عبور البضائع النهائية إلى العملاء أثناء عملية التوزيع للسلع.

تكنولوجيا الاتصالات

استخدام الاتصال الشفوي أو الكتابي له دور حاسم للغاية في نجاح الأعمال. ومن بين بعض تقنيات الاتصالات الناشئة. والتي تعد عوامل تمكينية لخدمة العملاء الفائقة، والتي تؤدي إلى القدرة التنافسية من خلال السرعة والدقة في الاتصال هي :

تقنية تبادل البيانات الإلكترونية (EDI)

تقنية التبادل الإلكتروني للبيانات (EDI) تستخدم لنقل مستندات الأعمال من كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر. بحيث يتم إرسال مستندات الأعمال مثل الفواتير، والشيكات، وغيرها إلكترونياً من مؤسسة إلى أخرى. 

في الواقع يعد التبادل الإلكتروني للبيانات (EDI) محركاً نحو نقل المستندات أو المعاملات غير الورقية، وهو يختلف عن البريد  الالكتروني. يتمثل الاختلاف في أنه يتم تكوين البريد الإلكتروني وتفسيره يدويا بينما تتكون رسالة التبادل الإلكتروني للبيانات باستخدام برنامج واحد ويتم تفسيرها بواسطة برنامج آخر.

وفوائد استخدام تقنية التبادل الإلكتروني للبيانات في اللوجستيات وإدارة سلسلة التوريد :
  • السرعة في المعاملات- نقل المستندات في الوقت الفعلي في سلسلة التوريد.
  • تخفيض تكلفة المعاملات بسبب العمليات اللاورقي.
  • تقليل وقت دورة النظام والمخزون الذي سيساعد على تحسين القدرة التنافسية لـعملاء.
  • تحسين العلاقات التجارية للشركات بين الأطراف في سلسلة التوريد وخلق حواجز أمام المنافسين.
قنوات الاتصال عبر الأقمار الصناعية

 تلعب قنوات الاتصال عبر الاقمار الصناعية دوراً مهماً في جمع البيانات في الوقت الفعلي وتبادلها. هذا أمر حيوي لخدمة العملاء. وفي حالة تتبع ناقل البضائع يتم تثبيت هوائي طبق على السيارة بحيث يسمح بالاتصال بين السائق والمرسل والمرسل إليه.

يساعد هذا في الحصول على أحدث المعلومات حول موقع الشاحنة ومكان التسليم.

ادوات تكنولوجبا المعلومات المستخدمة في الخدمات اللوجستية وادارة سلسة التوريد هي:
تخطيط موارد المؤسسات (ERP)

 تخطيط موارد المؤسسات هو عبارة عن برنامج متكامل يشمل جميع العمليات التجارية. ويحدث تغييراً كبيراً في طريقة عمل الأشخاص.

يعتبر برنامج تخطيط موارد المؤسسات أحد حلول الأعمال التي تتناول بعض مشكلات الأعمال المحددة. بسبب انه عملية مكلفة للغاية ومعقدة.  يتطلب ذلك قدراً كافياً من التخطيط. من الامثلة عن انظمة تخطيط موارد المؤسسات انظمة “ساب  SAP ، أوراكل” الذي طورته شركات أجنبية لتلائم بيئة الأعمال السائدة في معظم البلدان.

ان نظام تخطيط موارد المؤسسات يساعد في تحسين إدارة سلسلة التوريد وتطوير القدرة التنافسية من خلال ضمان استجابة أسرع لمتطلبات العملاء. وهو أيضاً يخفيض تكاليف الاحتفاظ بالمخزون ومعدل دوران المخزون، ويحسن مستويات الخدمة الداخلية والخارجية، ويخفيض التكلفة اللوجستية.

تخطيط متطلبات التوزيع (DRP)

 تخطيط متطلبات التوزيع أداة أخرى لتكنولوجيا المعلومات.ونهج تخطيطي متطور يأخذ في الاعتبار مراحل التوزيع المتعددة وخصائص نظام التوزيع.

يتم تحديد متطلبات مخزون البضائع الجاهزة من خلال DRP مع الأخذ في الاعتبار طلب العملاء في مراكز التوزيع المتعددة الموجودة في أسواق مختلفة. يساعد DRP في توجيه الشحنات إلى مواقع متعددة منتشرة في منطقة جغرافية شاسعة. وبالتالي يساعد في تقليل تكلفة الشحن. ويعمل DRP على تحسين رؤية المخزون في سلسلة التوريد. مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المخزون ومتطلبات مساحة المستودع.

نظام التتبع الآلي للمخزون AITS

نظام التتبع الآلي للمخزون أداة لتكنولوجيا المعلومات توفر حالة مستويات المخزون لجميع العناصر في متاجر البيع بالتجزئة. والمستودعات الرئيسية والفرعية في الوقت الفعلي. ولتجديد العناصر المباعة يتم نقل المعلومات مباشرة إلى المورد بعد فحص مستوى مخزون الصنف في وحدة التغذية والمستودعات الرئيسية، ويبدأ المورد الإجراء لتجديد عنصر المخزون اعتماداً على معدل بيع العنصر في متاجر البيع بالتجزئة، ومخزونه الآمن، والمخزون العابر وما إلى ذلك ، وبالتالي تحسين المخزون في سلسلة التوريد.

تأثيرات تكنولوجيا المعلومات على وظائف الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد
المشتريات

قبل ظهور تكنولوجيا  المعلومات كانت عملية الشراء تتم من قبل قسم منفصل على أساس أقل سعر من المورد، وفي الجيل التالي مع ظهور تكنولوجيا المعلومات أصبحت تتم المشتريات الكترونياً حيث يتم إجراء المشتريات عبر الإنترنت، وتكوين علاقات إستراتيجية مع الموردين الجيدين من خلال عقود وعلاقات طويلة الأجل.

التخطيط

قبل ظهور تكنولوجيا المعلومات، كان التخطيط للإنتاج والتوزيع يتم بناءً على البيانات التاريخية، ولكن لم يكن هناك ارتباط كبير مع تخطيط الأعمال وتغير الإنتاج مع اختلاف الطلب. ومع ظهور نهج تخطيط تكنولوجيا المعلومات ليشمل التخطيط التعاوني والتنبؤ والتجديد (CPRF)، أصبح هناك التزام طويل الأجل بمشاركة المعلومات لأغراض التخطيط التعاوني. ويتضمن هذا النهج التخطيط المشترك للأعمال والتخطيط المالي (المبيعات والمخزون ومخزون الأمان والتسعير ومعدل التعبئة). بفضل تكنولوجيا المعلومات.

يمكن الآن التخطيط بشكل تعاوني وفعال، والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، وإجراء التجديدات اللازمة لتلبية تغيرات الطلب ومتطلبات السوق. هذا يمكن أن يساهم في تحسين عمليات الإنتاج والتوزيع وتحقيق التوازن بين العرض والطلب بشكل أفضل، وبالتالي تحقيق أداء أعمال أكثر كفاءة ونجاحًا.

التعاون المستند إلى الويب

 يتيح تطبيق التعاون المستند إلى الويب إمكانية المشاركة والتعاون مع شركاء سلسلة التوريد بشأن خطط التنبؤ والتجديد والعروض الترويجية لتقديم أعلى مستوى من خدمة العملاء والربحية.

الجدولة

 في الفترة الأولية تم عمل الجدولة لتحسين استخدام الأصول وتقليل تكاليف التصنيع، ولكن مع ظهور تكنولوجيا المعلومات تم إنشاء ارتباط قوي بين شركاء سلسلة التوريد والعملاء، وعلى هذا النحو يتم الجدولة لخدمة العميل في الوقت المناسب.

إدارة المخزون

 في الفترة الأولية حاولت كل إدارة تقليل المخزون عن طريق نقله إلى المستوى التالي من سلسلة التوريد، وبالتالي كانت التكلفة الإجمالية للمخزون في سلسلة التوريد عالية حيث لم تكن هناك شفافية للمخزون المحتفظ به في سلسلة التوريد. لكن مع ظهور تكنولوجيا المعلومات تم اتباع تقنيات مثل التجديد التعاوني والمخزون الذي يديره البائع حيث يتحمل المصنع مسؤولية تجديد مخزون الموزع، مما أدى إلى التحكم في المخزون والوصول إلى معلومات الطلب.

اللوجستيات وإدارة المستودعات

 في الفترة الأولية كانت اللوجيستيات أكثر كثافة يدوية ولم يكن هناك رؤية لحركة البضائع. ومع ذلك، نظراً لظهور تكنولوجيا المعلومات والتقنيات مثل RFID و GPS ، فإن الرؤية الكاملة لحركة البضائع مضمونة مما يؤدي إلى إدارة لوجستية وإدارة مستودعات فعالة.

خدمة العملاء

  في الفترة الأولية كانت خدمة العملاء تفاعلية فقط، وكان من الصعب الوصول إلى الشكاوى أو المعلومات إلى الإدارة المعنية، وكانت العملية تستغرق وقتاً طويلاً، ولكن مع ظهور تكنولوجيا المعلومات أصبحت خدمة العملاء أكثر استباقية لأنها تصل إلى العميل عبر الإنترنت وتتلقى ردود فعل مستمرة منهم.

واخيراً

 تعد “التكنولوجيا” وسيلة لتعزيز القدرة التنافسية لسلسلة التوريد والأداء من خلال تعزيز الفعالية والكفاءة الشاملة لنظام اللوجستيات، واختيار التكنولوجيا المناسبة لمختلف الأنشطة اللوجستية أو العمليات الفرعية أمر بالغ الأهمية لأي عمل تجاري لاكتساب ميزة تنافسية في سوق التجارة العالمي التنافسي.

اقرأ ايضاً  أثر التكنولوجيا على الخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل الإمداد – أريبيان بزنس (arabianbusiness.com)

اقرأ ايضاً نقل البضائع والتجارة ، والفترات  التاريخية التي مرت بها   – الحلقة الخامسة والاخيرة و الخدمات اللوجستية في التجارة الدولية و استراتيجيات سلسلة التوريد المستقبلية – أبحاث السوق

الوقت المقدر للقراءة 13 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights