من سلسة مقالات الشركات العائلية وإدارتها
الكثير من الصراعات العائلية تبدو متكررة ومنتقلة من جيل الى اخر.
وتلجأ بعض العائلات ومن اجل إدارة التوترات الصعبة بينها لإيقاف الاتصالات بين بعضها البعض. بحيث يبدو للبعض ان مثل هذا التصرف حل فوري للتخلص من الارهاق الذي يسببه بعض افراد الاسرة. ويطلقون على هذا الحل بالانقطاع العاطفي الذي ينشأ عن مقدار الأذى والحزن الكبير الذي يشعر به الشخص. ليصل لنقطة الانهيار في العلاقات العائلية.
والبعض يتخذه كتبرير للانفصال عن العائلة. بحيث يصبح هذا الشخص المنفصل غير مشمولاً في الأحداث العائلية. ولا يكون له اي تواصل معهم. وبمرور الوقت قد يصبح هذا الشخص غير معروف فعلياً في العائلة. ولا يعرف إلا بسمعتة التي قد تعكس الواقع أو لا تعكسه. ويمكن لهذا الانقطاع العاطفي أن يطول. وينتقل بدوره إلى الأجيال اللاحقة ليصبح تاريخ النزاع العائلي طويل الأمد. ومتكرر بانتقاله من جيل إلى آخر. ويكون لهذا الانقطاع العاطفي تأثيرات عديدة وكبيرة على الأسرة الممتدة المرتبطة بمشروع ناجح.
وعلى الرغم من أن هذه الانقطاعات العاطفية قد تعطي إحساساً فورياً، ومؤقتاً بالهدوء بإخفاء الصراع، لكنها لا تحل أي مشكلة لعدم معالجتها لأسباب الصراع، وقد يتدارك البعض أن هذه العادات يجب أن لا تنتقل من جيل إلى جيل، ولهذا يعمل المؤسسون على منعها فهم لا يريدون انتقالها لأطفالهم.
الوقت يحل النزاعات
يلجأ آخرون لحل آخر باعتقادهم بأن الزمن كفيل بحل الصراعات العائلية. وعلى الرغم من أن أخذ وقت مستقطع في بعض الأحيان يعد استراتيجية فعالة في خضم النزاع. فهيا ليست إستراتيجية فعالة طويلة المدى،ومع ذلك تخصيص بعض الوقت للاستثمار في إعادة بناء الثقة مع أفراد الأسرة، والتواصل بين بعضهم البعض بوضوح يعد شيئاً مفيدا.
ولرغبة المؤسسين بحل النزاعات بكونه افضل من ترك النزاع للزمن لحله، وإذا كان الأمر صعباً عليهم يلجأون للحصول على مساعدة خارجية من أشخاص مختصين موثوق بهم لإجراء محادثات مع اعضاء العائلة، ولأن هؤلاء الخبراء يمتلكون من الخبره الكثير فانهم سيضعون حلولاً يتم الاتفاق عليها بين أفراد العائلة للتفاعل والتواصل مع بعضهم البعض للمضي قدما في حل نزاعاتهم، واقناعهم بأن عدم التحدث مع بعضهم البعض ليس استراتيجية ذات قيمة.
صراعات جزء من الاعمال
وأحياناً قد يعتقد أصحاب الأعمال، وبكل بساطةً على ان هذه الانماط من التوترات في العائلة هي جزء من إدارة الأعمال المتوارثة، فيقومون بإدارتها داخل شركتهم العائلية بنفس الطريقة التي قامت بها العائلة وأفرادها بإدارتها لسنوات عديدة، ومع ان هذا الاعتقاد ليس بالضرورة سلبياً، ولكن يجدر التفكير في إرث أنماط إدارة الصراع غير الفعالة التي قد يتم تسليمها إلى الأجيال القادمة التي من المرجح أن تصبح هذه الأنماط أقل فعالية مع نمو الأسرة وتزايد تعقيد الأعمال.
عادات لا شعورية
وقد تتضمن أنماط التوترات الأصلية للعائلة عادات لاشعورية بحيث تصبح جزءاً من ثقافة الأسرة، وأنها الطريقة التي تؤدي بها الأشياء فتمنع أحياناً أفراد الأسرة من جعل تفكيرهم منطقياً، ومبرراً، وواضحا لمن حولهم، وتقدر بعض العائلات حماية أفراد العائلة، والحفاظ على علاقات مهمة من خلال بث التوتر. الذي يبدو أنه يعطل هذا الشعور بالحماية، ويكون لدى العائلات الأخرى قاعدة غير معلنة تقول إن أفراد العائلة يجب ألا يرتكبوا أخطاء مما يؤدي إلى الخوف من أن يكون مخطئا، ولديه مقاومة محتملة للاعتراف بالأخطاء التي تم ارتكابها. وهذه طرق غير فعالة لإدارة الصراع لذلك يجب عدم تمريرها إلى الأجيال القادمة.
ويميل بعض الأشخاص إلى أن يصبحوا أعلى صوتاً. وأكثر إصراراً عند إبداء رأي بنقطة ما مما يحول الانتباه بعيداً عن وجهات النظر الأخرى. أو البدائل القابلة للتطبيق. ويؤدي في النهاية إلى إرباك أي شخص آخر حتى يختار الآخرون ويتفقون مع الرأي الأعلى صوتاً. وقد تستخدم بعض العائلات الأخلاق الحميدة بأن تكون لطيفًا كوسيلة لتجنب الفحص الدقيق للقرارات الصعبة. وفي أذهانهم أن تكون لطيفاً أهم من أن تكون صادقاً
إن إدراك بعض هذه الأنماط غير الفعالة التي قد تستخدمها الأسرة في إدارة التوترات أمر مهم حتى يتمكن أفراد العائلة من تجنب تسليمهم إلى الأجيال القادمة، ولهذا يمكن أن يؤدي الوعي للحد من عدد الأنماط غير الفعالة التي يتم تسليمها للجيل القادم، وذلك بتطوير أنماط أكثر فعالية للاستخدام في الأعمال العائلية اليوم.
يتبع/–
الوقت المقدر للقراءة 5 دقائق
اقرأ ايضاً العائلات الوارثة والصراعات (1) وأنظمة الحوكمة في الشركات العائلية (2)
[…] واقرأ ايضاً العائلات الوارثة والصراعات (1) والصراعات العائلية وتكرار التاريخ لنفسه (3) […]