العائلات الوارثةالعائلات الوارثة

من سلسة مقالات الشركات العائلية وإدارتها

العديد من العائلات الوارثة تريد أن ينتهي الصراع فيما بينها. وأن يكون هنالك حل وسط لتسوية خلافاتها ليسود التعاون بينهم داخل الشركة العائلية وخارجها، وبشكل اشمل أن تكون علاقاتهم على ما يرام.  

ولكن في الحياة اليومية هذا الشيء لا يتم دائماً. ويعود السبب في ذلك لصعوبة الحصول على مجموعة من الأشخاص يكونون متكاتفين مع بعضهم البعض، يسود الود والتعاون بينهم داخل الشركة العائلية التي يعملون بها. ويكون لديهم المقدرة على فهم أن الحل الوسط ليس مثل التعاون. لأن في الحل الوسط سيتخلى كل فرد عن شيء ذي قيمة من أجل الحفاظ على السلام . بينما في التعاون عليهم قبول الاختلافات، والتسامح بها مع الإلتزام بالعمل معاً من أجل إيجاد حل. وهذا يتطلب منهم التفاني والعمل الشاق. ويُنظر إليه عموماً على أنه عملية مجزية لجميع المعنيين.

قصة الاب وابنه

وعلى سبيل المثال في عائلة تجارية واحدة إذا اختلف الأب (مؤسس الأعمال) مع قرار ابنه في الاستحواذ  على شركة جديدة. واشتدت بينهم المناقشات بينهم ، وتعنت الاب مما أدى الى تدهور مناقشاتهم ، وتخلل جلسات المناقشة الطويلة الكثير من الغضب. ففي اثناء سعي الاب والابن لحل نزاعهم يتفهم الأب ان ابنه وبصفته الرئيس التنفيذي للشركة يتمتع بسلطة إتخاذ القرار بشأن عمليات الاستحواذ على الشركة التجارية الجديدة. ونرى أن الأب وبالرغم من انه  لم يوافق على القرار ولم يشارك في الاستحواذ ، فقد سمح لابنه بالمضي قدماً دون مزيد من التدخل. فالأب لم يوافق لكنه أدرك أنه سيحتاج إلى قبول سلطة ابنه وقد فعل ذلك. وفي النهاية استفاد كلا الطرفين لأن الابن رأى أنه يمكنه ممارسة السلطة بشكل فعال على الرغم من معارضة الأب ، وأدرك الأب أنه لم يكن عليه أن يشارك في كل نشاط تجاري جديد.

علاقة الاخوة

إن وضع عملية تمكّن من التعرف على الأنماط والسلوكيات التي قد تسبب الصراع في الشركات العائلية. وكيفية معالجة هذه المشكلات. سيساعد على تجنب النتائج التي قد تكون ضارة. فالعلاقات الأسرية هي أكثر العلاقات طويلة الأمد التي يقيمها أفرادها على الإطلاق. وعلى سبيل المثال: عادةً ما تستمر علاقات الأخوة لفترة أطول من العلاقات مع الوالدين أو حتى الأزواج.

تَعلم إدارة الصراع بفعالية أمر مهم لأي شخص مع عائلة تجارية. سواء كنت مؤسساً ويرغب في تسليم عمله إلى أطفاله، أو أحد أفراد الجيل الثاني الذي يعمل مع الآباء والأخوة  والأخوات. أو أحد أفراد الجيل الثالث أو الأحدث الذي يحاول الحفاظ على إرث الأجيال السابقة. بينما يتطلع إلى المستقبل والعمل ضمن شبكة كبيرة ومتنامية من العلاقات الأسرية.

نزاعات ليس لها حلول

لسوء الحظ. يوجد نزاعات لاتحل بطريقة بسيطة في نفس البيئة التي تطورت فيها. كأن يكون هناك الكثير من المشكلات الراكدة. أو تم ارتكاب العديد من الإيذاءات. أو لم يبذل الكثير من الجهد أو الاهتمام في حل المشكلات. وبذلك يصبح من غير الممكن إدارة مثل هذه الصراعات أو حلها. وغالباً ما تتميز هذه المواقف بمشاعر الازدراء. كازدراء شخص لآخر وعدم احترامه واحتقاره. وبمجرد أن تتدهور العلاقات بين أفراد العائلة لدرجة أنهم يشعرون بازدراء تجاه بعضهم البعض. فمن النادر جداً  أن يتم عكس هذه المشاعر في سياق الأعمال العائلية. وأقرب تشبيه لذلك إنه من المستحيل إصلاح العلاقة بين الأخوة حين يشعرون بازدراء لبعضهما البعض. فمن النادر جدا أن يتصالح هؤلاء الأخوة لأن الازدراء يولد مشاعر السلبية والكراهية. وأفضل حل محتمل جداً هو أن يجد أحد أفراد العائلة أو المعنيين طريقة للخروج من العمل برشاقة وفتح الباب لتحسين العلاقات العائلية في المستقبل.

المواقف الأخرى التي يصعب حلها دون تغيير كبير في الظروف تشمل ما يلي:

اولاً:- وجود عضو عائلة يعمل في الشركة ولكنه غير مؤهل للقيام بوظيفته.

فعندما يكون أحد أفراد العائلة مسؤولاً عن جانب من جوانب العمل العائلي، ولا يكون مؤهلاً  أو ماهراً  للتعامل معه، فمثل هذا الشخص لن يؤدي أي قدر من التحدث او التواصل إلى جعله أكثر كفاءة. وفي هذه الحالة يحتاج الشخص إلى الانخراط في برنامج تعليمي أو توجيهي ، أو قبول خفض رتبة ، أو ترك العمل.

ثانياً :-  يكون احد اعضاء العائلة لدية سلوك إدماني.

 كأن يكون هنالك فرد من العائلة تعرضت عمليات تفكيره وسلوكه للخطر بسبب المخدرات أو تعاطي الكحول ،أو المقامرة ، وما إلى ذلك ، سيستمر هذا الفرد في خلق صعوبات تعرض نفسه، وشركة الأسرة، والعائلة للخطر ما لم تشارك التدخلات الطبية والعقلية في الحد من ذلك.

يتبع/–

اقرأ ايضاً أنظمة الحوكمة في الشركات العائلية

الوقت المقدر للقراءة 5 دقائق

e-onepress.com

About Author

5 thoughts on “العائلات الوارثة والصراعات (1)”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights