توازن الاسرة والاعمالتوازن الاسرة والاعمال
من سلسة مقالات الشركات العائلية وإدارتها

وحدة الأسرة كانت دائما ولا تزال تعتبر المجموعة التنفيذية الأساسية للمجتمع ، وتعد الوسيلة الأساسية لدعم ممارسة الأعمال التجارية العائلية. فالعديد من العائلات الناجحة بالإضافة إلى امتلاكها وإدارتها للشركات المشتركة تتعاون فيما بينها بالإشراف على المساعي الخيرية من خلال المؤسسات العائلية أو تقاسم السيطرة على المؤسسات العامة والخاصة الأخرى.

ومع انه قد يكون هنالك عدد من افراد العائلة من هم على دراجة عالية من التعلم ،والثقافة، والمكانة الاجتماعية فهنالك تحديات تواجها كافة أشكال التعاون الأسري بسبب وجود صفات فريدة لكل أسرة في العائلة مما تضيف تعقيداً لعملية تحقيق توازن فعال بين التحديات والتوترات والمشكلات التي تأتي من خلال عائلة يعمل افرادها معاً. بحيث يظهر في هذا النوع من الشركات العديد من النزاعات التي تجعل عمل افراد العائلة معاً في شركة عائلية أكثر صعوبة.

اختلاف القيم

وحيث أن الغرض من الشركة هو تحقيق الأرباح وهدف الأسرة هو خلق الانسجام لرعاية الناس وتنميتهم. وبالتالي تخضع الشركة لنطاق الثقافة التنظيمية الفعالة. فتكون للأهداف،والنتائج والمنطق العقلاني والعلاقات الرسمية وعمل الأشخاص لها أهمية خاصة. بينما تخضع الأسرة لمجال الثقافة العاطفية والعلائقية فتكون قيمها تنمية الجوانب العاطفية والتوقعات وروابط الدم. والعلاقات غير الرسمية وثقافة الأسرة التي تقدر من هم أفرادها. وليس لما يفعلونه. وبالتالي عندما يجتمع كلاً من النظامين الاسرة و الاعمال دون أي نوع من التحكم والتخطيط والوقاية. تنشأ الاشتباكات والصراعات والتوترات التي يمكن أن تكون مدمرة للغاية للشركة والعائلة معاً.

أربعة أسباب تجعل العمل معاً في شركة عائلية أمراً صعباً

1- المشاركة وعمل افراد العائلة مع بعضهم البعض في شركة عائلية. يضيف مستوى من التعقيد مختلفاً عن الشركات غير العائلية.

2. قد يكون أفراد الأسرة غير مرتاحين للعمل مع بعض، ومع ذلك لا تظهر النزاعات فيما بينهم بسبب أنهم يطورون عادات التعامل مع التوترات التي تمنع ظهورها.

3. احياناً يظهر أفراد الأسرة رد فعل فوري، وانعكاسي لمشكلة يمكن أن تظهر بشكل غير متناسب.

4. عندما تعيش العائلات، وتعمل معاً يؤدي لظهور طبقة من التوترات اليومية.

المكان والزمان

ومن الأسباب الرئيسية الأخرى التي قد تسبب عدم التوازن بين نظام الاسرة ونظام الاعمال في حقيقة عدم معرفة كيفية توضيح الأهداف وتحديد المسافات، واللحظات التي تتوافق مع كل نظام بشكل صحيح مما يؤدي إلى سلوكيات وقرارات غير ملائمة تولد الكثير من التوترات العائلية. وضعف الأداء في الشركة. على سبيل المثال: استخدم مساحة مخصصة للعائلة مثل غداء الجمعة لمناقشة مشاكل الشركة والصراعات. أو أن يكون مناقشة القضايا العائلية الخاصة أمام الموظفين في الشركة.  فكلا الموقفين لم يحترما المكان والزمان.

نزاعات غير معالجة

بعض النزاعات الأكثر تحدياً في الشركات العائلية ليست فقط معقدة في كثير من الأحيان. بل تكون نتيجة لعمليات وتطورات طويلة الأمد. وعلى سبيل المثال: اذا لم يتكلم شقيقان منذ سنوات بسبب خلاف قديم. كأن يكون احد الشركاء قد عزل نفسه عن التجمعات العائلية بسبب شجار سابق . فمثل هذه النزاعات غير المعالجة في العائلة يمكن أن اؤدي الى تآكل العلاقات بين أفراد الأسرة في نهاية المطاف. لتصل لدرجة أن التفاعلات التي تمزقها النزاعات تصبح مع بعضها مقبولة. ويعتبرها أفراد الأسرة طبيعية. وعلى الرغم من أن هذه الديناميكية غير ضارة نسبياً حيث انها موجودة في معظم العائلات إلا أنه في سياق الأعمال التجارية يمكن أن تؤدي مثل هذه النزاعات، ومع مرور الوقت الى تدمير العمل التجاري العائلي وانهائه .

العلاقات الاسرية

من المحتمل أن يواجه العديد من الأشقاء وأبناء العمومة الذين يعملون معاً في الشركات العائلية مفارقة حميمية. وهذا يعني أن هؤلاء الأشقاء أو أبناء عم يعرفون بعضهم البعض جيداً لدرجة أنهم ماهرون في معرفة أفضل طريقة للتفاعل مع بعضهم البعض بطرق تتجنب الصراع. ولكن لسوء الحظ تصبح هذه المهارة عندما يحتاجون إلى إجراء محادثات أعمق مع بعضهم البعض غير مريحة لهم. فهم يعرفون كيف يستمتعون بصحبة بعضهم البعض. ولكن يعرفون أيضاً ما لا يجب أن يناقشوه أو يشيروا إليه نظراً لإمكانية أن يخلق مثل هذا النقاش صراعاً بينهم .

ضعف الاتصال

على الرغم من أن أفراد الأسرة قد يقضون الكثير من الوقت معاً. إلا أنه لا يضمن أن يكون هناك اتصال جيد بينهم. فالاتصال الجيد يعتمد على الاستماع النشط . فمن أجل إقامة اتصال جيد يجب أن تكون أولاً مستمعاً جيدًا.  وأن تكون هنالك  وسائل الاتصال المناسبة. ففي الشركات العائلية يتم إساءة استخدام الاتصال اللفظي على الرغم من فعاليته لأنه أحياناً يكون غير دقيق. وبالتالي يمكن التواصل الكتابي يكون اكثر دقةً. ومن المهم ان يكون الاتصال مبنياً على أسس أخلاقية. وبمعنى آخر قول الأشياء بوضوح وصدق مع الحرص على طريقة نقل الرسائل. خاصةً عندما يتعلق الأمر بشؤون الأسرة.  وبهذا فضعف الاتصال والتواصل يمكن أن يكونا سبباً رئيسياً للتوترات العائلية التي يمكن أن تنتهي لاحقاً بنزاعات في العمل. 

نقاط ازمة

ولهذا عندما تتم معالجة نزاع العمل بشكل صحيح يجب أن يعالج الملاك أو المدراء التحديات الأصغر ، ويديرونها بفعالية في الوقت الفعلي. ولكن عندما لا تتم إدارة الأحداث بشكل جيد أو يتم قبولها بشكل طبيعي أو يتم تجاهلها. فقد تصبح مزمنة وتتراكم بمرور الوقت وتتطور إلى نقاط أزمة. وفي الشركات العائلية التي لها تاريخ طويل أو متعدد الأجيال وروابط عاطفية قوية. قد يكون التعرف على الصراع وإدارته أكثر صعوبة لأفراد الأسرة منه بالنسبة للموظفين من غير العائلة.

المعالجة

في الختام يمكننا القول أنه إذا كنا قادرين على توضيح الأهداف ، ولدينا تواصل جيد وفصلنا بين المساحات واللحظات التي تتوافق مع كل نظام ، يمكننا تحقيق التوازن الذي يسمح بالصحة والتنمية لكلا المؤسستين. ولكي نكون أكثر دقة في تحديد تلك الصراعات لتجنبها أو تقديم حل لها أو إدارتها على المدى الطويل فأنه من خلال دراسة العلاقات بين افراد الاسرة المالكة للشركة العائلية، والاطراف ذات الصلة يمكننا أن نتنبأ بهذه الصراعات، وبالتالي نتمكن من تنفيذ استراتيجيات الإدارة ذات الصلة التي تهدف الى دعم الأسرة والأعمال في وقت واحد.

يتبع/–

اقرأ ايضاً أنظمة الحوكمة في الشركات العائلية والعائلات الوارثة والصراعات (1) وأنظمة الحوكمة في الشركات العائلية (2) و الصراعات العائلية وتكرار التاريخ لنفسه (3) وهذه هي الطريقة التي تعمل بها عائلتنا (4)

الوقت المقدر للقراءة 7 دقائق

e-onepress.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights