التغييرات السوقية ظاهرة طبيعية ومستمرة في عالم الأعمال. وتتعلق هذه التغيرات بتحولات في الطلب والعرض، والتكنولوجيا، والتنظيمات الصناعية، والقوانين واللوائح، والعديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على البيئة التجارية. وبالطبع يمكن أن يؤدي هذا التغير المستمر إلى خوف صاحب المشروع.
في سياق عمر المشروع، قد تكون هناك حالات يلزم فيها إجراء تعديلات كبيرة، مثل الجمع بين عناصر مختلفة أو تغيير نموذج الأعمال أو الأنشطة الخاصة بالمشروع. ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي في التعامل مع هذه التغييرات هو القدرة على التكيف معها مع مراعاة التحولات الديناميكية في السوق والظروف المحيطة. في حين أنها ليست مهمة سهلة دائماً ، إلا انه يجب على رواد الأعمال مواجهة هذه التحديات.
حالياً، بيئتنا في حالة تغير مستمر. تلا جائحة COVID-19 الذي استمرت لأكثر من عامين، ظهور صراع بسبب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وهذه المواقف العالمية المعقدة لها تأثير كبير على أسواقنا ومن المتوقع أن تستمر في التأثير عليها في المستقبل. وعلى الرغم من بعدنا الجغرافي عن منطقة الصراع، وم ذلك يمكن أن يكون لهذا الواقع العالمي آثار عميقة حتى على المشاريع الصغيرة. وهذه المخاوف تثير قلق رواد الأعمال وهي جزء مما يعرف باسم “الخوف من حدوث الأشياء”.
قرأ ايضاً أن تبدأ من الصفر: كيف تحوّل فكرتك إلى مشروع حقيقي؟ – مدونة …
قد تخشى المشاريع وأصحابها تغييرات السوق غير المتوقعة الخارجة عن سيطرتهم، لكن هذه التغييرات يمكن أن تعطل بشكل كبير سير عمل المشروع. ومن الأمثلة على ذلك ظهور منافسين جدد يحتمل أن يحلوا محل شركتك أو يتفوقو على مزاياك التنافسية، مثل ظهور منتجات أو خدمات بديلة. وقد تتضمن التغييرات الأخرى تنفيذ قوانين أو لوائح أو ضرائب جديدة، والتي قد تتطلب تعديلات على نموذج عملك الحالي ويحتمل أن تؤثر على وجودك في السوق واستمراريته.
عدم اليقين يولد الخوف
إن الافتقار إلى الوعي بما ينتظرنا يزيد من احتمال حدوث عواقب سلبية، وبالتالي خلق شعور بالتهديد على أعمالنا، مما يؤدي إلى الخوف. فعندما يمر السوق بالتغيرات فمن الصعب تصور مستوى المخاطر . لذلك يغرس شعوراً لدينا بالخوف. وهذا الخوف ينبع من عدم اليقين المحيط بمستقبلنا! ومع ذلك، إنه رد فعل طبيعي على التهديدات المتصورة التي نعتقد أنها تلوح في الأفق.
في حين أن مهاراتنا ومعرفتنا التجارية قد تظل ثابتة على الرغم من مواجهة تغييرات كبيرة في أعمالنا، إلا أن السياق المتغير قد يكون مخيفاً. ومع ذلك، لا داعي للذعر. يجب أن يعتمد رواد الأعمال على ما يعرفونه بشكل أفضل لطمأنة أنفسهم. وطلب المشورة من المحيطين بهم والتعلم من الآخرين الذين واجهوا أزمات مماثلة ، حتى لو كان في صناعات مختلفة يمكن أن يكون مفيداً أيضاً.
اقرأ ايضاً الخوف من عدم اليقين 8 مفاتيح للتغلب عليها / علم النفس العيادي
عندما نشرع في مشروع ما، نضع هدفاً أولياً ورؤية، والتي تشكل الأساس للخطط المستقبلية. ثم نقوم بعد ذلك بتقييم المخاطر المحتملة ومحاولة توقع تغيرات السوق والظروف الخارجية. وبناءً على هذه التقييمات. يتم اتخاذ قرارات استراتيجية لضمان نجاح المشروع.
ومع ذلك، من الأهمية بمكان الاعتراف بوجود عوامل لا يمكن السيطرة عليها قد تؤثر على مسار المشروع. يمكن أن تؤثر التغييرات غير المتوقعة في السوق وإدخال متغيرات جديدة على استراتيجيتنا. ونتيجة لذلك، أصبحت القدرة على التكيف والاستعداد لتعديل الخطط واتخاذ قرارات استراتيجية جديدة استجابة للظروف المتغيرة أمراً ضرورياً.
تحديد عناصر الخوف
إن فهم المصادر الأولية للخوف أمر بالغ الأهمية لرحلة رائد الأعمال نحو النجاح والبراعة في التعامل مع الظروف الجديدة. فعندما يكون رائد الأعمال على دراية بالعوامل التي تثير الخوف يصبح من الأسهل البحث عن حلول وتنفيذ تدابير فعالة لمواجهة تلك التحديات. ويمكّن هذا الوعي المكتشف حديثًا رائد الأعمال من التصرف بسرعة ومعالجة القضايا المطروحة.
علاوة على ذلك، فإن إدراك العناصر التي قد تتطلب تغييرات مستقبلية يمنح صاحب المشروع ميزة إضافية. فمن خلال هذا التبصر يمكن تحديد العمليات والإجراءات المناسبة مسبقاً، مما يضمن القدرة على التكيف عند ظهور مواقف مماثلة في المستقبل. ومن خلال الاستعداد ومعرفة الخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها، يمكن لرائد الأعمال اتخاذ الترتيبات المبكرة لتنفيذ هذه التغييرات بكفاءة.
التغلب على الخوف
كيف نعالج خوف رجل الأعمال من تغيرات السوق؟ التغلب على هذا الخوف مهمة مجدية وتعتمد إلى حد كبير على تخطيطه الاستباقي ودراسته الدؤوبة. من خلال الانخراط في تدابير التفكير المستقبلي، يمكنه التغلب على هذا الخوف بنجاح، بما في ذلك عنصرين رئيسيين:
أولاً، البقاء على اطلاع جيد: تتوقف قدرة رائد الأعمال على مواجهة الخوف بشكل فعال على مواكبة المعلومات الأساسية التي تخطره على الفور بالتغيرات المحتملة في السوق. ويتضمن ذلك تتبع تطورات الصناعة والاتجاهات الناشئة والتحولات في احتياجات العملاء وسلوكياتهم. ولتحقيق ذلك، يمكن لأصحاب المشاريع الانغماس في المجلات والبحوث الصناعية، وحضور المؤتمرات والفعاليات المهنية، وتعزيز شبكة قوية من الاتصالات المهنية، وتبادل الخبرات مع أقرانهم.
ثانياً، تطوير نماذج وهياكل أعمال قابلة للتكيف: يجب على رجال الأعمال تطوير نماذج وهياكل وعمليات تجارية مرنة تتماشى مع ديناميكيات السوق. ومن خلال تبني نهج مبتكرة وتنفيذ آليات للتكيف السريع يمكنهم تلبية متطلبات السوق الجديدة بسهولة. وهذا يستلزم القدرة على تعديل الاستراتيجيات والعمليات بسرعة استجابة لتغيرات السوق. ويتطلب لتحقيق هذا الهدف تبني الابتكار والاستجابة السريعة، وتبسيط العمليات، واعتماد التقنيات المناسبة لتعزيز الكفاءة والمرونة.
المعاناة أو التصرف
في مواجهة تغيير كبير في الظروف يكون أمام رجال الأعمال خياران فقط:
تحمل المعاناة أو اتخاذ إجراء. قد يؤدي اختيار عدم القيام بأي شيء أو الانتظار إلى تعريض أعمالهم للخطر وتعريض بقاءها للخطر. ومن ناحية أخرى، فإن الإجراءات الحاسمة تمكنهم من تغيير الوضع وضمان استمرارية أعمالهم.
يعد الركود المتبقي مشكلة رئيسية عند التعامل مع التغييرات الجوهرية والأحداث غير المتوقعة. حيث يمكن أن تؤدي المثابرة دون تنفيذ التدابير المناسبة إلى تدهور الوضع وفشل الأعمال في نهاية المطاف.
لذلك، يجب على رجل الأعمال اتخاذ قرار حاسم واتخاذ الإجراءات لمواجهة التغييرات. وقد يستلزم هذا اتخاذ خيارات صعبة وتنفيذ إجراءات جريئة، لكنه من الضروري التكيف والبقاء.
ومن خلال الاستعداد للتغيير والبحث عن الفرص المتاحة والعمل على التحولات الأساسية سيمكنهم ذلك من التغلب على التحديات والتعقيدات الناشئة عن التغيرات الكبيرة في ظروفهم.
في ضوء ذلك، لا ينبغي لرجل الأعمال أن يتردد في التصرف وتغيير الموقف عند مواجهة تحديات كبيرة. وبالتالي، أن يكونوا مستعدين لتبني التغيير، وتبني القرارات الصعبة، واتخاذ إجراءات جريئة للحفاظ على استمرارية أعمالهم والتغلب على العقبات المتوقعة وغير المتوقعة.
واخيراً،
عندما يكون رواد الأعمال يقظين بشأن تغيرات السوق المحتملة ولديهم هياكل وعمليات رشيقة، فسيشعرون بمزيد من التحكم ويكونون أفضل استعداداً للتكيف. وهذا بدوره يقلل من الخوف الذي يعاني منه رائد الأعمال.
وتذكر
يمكن أن تنشأ الحاجة إلى التغيير في أي وقت. فالتطور المستمر للأسواق يمنعنا من الحصول على رؤية واضحة ودقيقة للمستقبل.
اقرأ ايضا المدير السيء وتأثيره على بيئة الأعمال
e-onepress.com
الوقت المقدر للقراءة 8 دقائق
About Author
